انتهاك خصوصية اللبناني… مجدداً

::عمر قصقص::

هل تملك سيارة أو دراجة ناريّة؟ إذاً أصبح اسمك الثلاثي، عمرك، عنوانك ورقم هاتفك في متناول أكثر من مائة ألف شخص يستخدمون تطبيق Cars Lebanon.

هذا التطبيق الذي يلقى رواجاً اليوم بين مستخدمي “أندرويد” يقدّم لك كل المعلومات المتعلقة بصاحب أي سيارة مسجّلة في لبنان. هذا التطبيق المجاني أشبه بعصا سحريّة، فبمجرّد أن تُدخل الرقم المدوّن على لوحة أي سيارة لبنانيّة يُظهر لك الاسم الثلاثي لصاحبها وبيانات أخرى، وما إذا كانت مرهونة لمصرف تجاري، إلى جانب تاريخ شرائها، وأيضاً مكان سكن صاحب السيارة بشكل مفصّل.

الكارثة الحقيقية هي أن كل هذه المعلومات التي تحدّث بشكل مستمرّ مسروقة من مصلحة تسجيل السيارات في لبنان ــ “النافعة”. وهو ما يطرح علامات استفهام حول طريقة تهريب هذه المعلومات واختراقها، وإمكانية تورّط بعض الموظفين في تسريب هذه المعلومات الخاصّة.

أمّا عن قاعدة المعلومات المتوفّرة على Cars Lebanon يؤكد مصدر مسؤول لـ “العربي الجديد” أنّ “تسريب هذه المعلومات تحصل عندما يوزّع القرص المدمج على مراجع عدّة، كالمصارف والجهات الأمنيّة والشركات الخاصة التي يتمّ من خلالها تسديد رسوم الميكانيك من قبل المواطنين، وهنا يأتي مصدر هذا التسريب ولا يتطلّب جهدا من أي مبرمج”.
خلال الخمس السنوات الأخيرة كان هناك عدد من التطبيقات التي تحاكي Lebanon Cars لجهة انتهاك الخصوصيّة كتطبيق Cars 961 وغيره. إلاّ أنّ الدولة لاحقت المبرمجين وعملت على إلغائها.

يؤكد المقدّم جوزيف مسلّم رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي في حديث لـ “العربي الجديد”، أن “القوى الأمنيّة تُتابع موضوع انتهاك الخصوصيّة بدقّة، وتعمل على توقيف عدّة تطبيقات تنتهك هذه الخصوصية وحرمة المواطن”.
ويشرح “عندما تصلنا أي شكوى عن تطبيق معين موجود على متجر الهواتف الذكيّة، نقوم بالتحقق من الأمر وعندما تثبت صحّة ذلك نقوم بعملية رصد وتتبّع لصاحب هذا التطبيق ويتمّ توقيفه، فنحن تمكنّا من توقيف أحد مبرمجي هذا النوع من التطبيقات وأيضاً تم إيقاف العمل بتطبيق Cars 961”.

ويختم حديثه “في ما يتعلق بتطبيق Cars Lebanon سنتحقق من الأمر وسنقوم بتوقيفه عن التداول قريباً… يجب عدم توزيع الأقراص المدمّجة على أي مؤسسة عامة أو خاصة من قبل “النافعة”، بل يجب تبادل المعلومات من خلال برنامج متطوّر ومشفّر تلجأ إليه تلك المؤسسات، ويكون ذلك مُراقبا ومحصورا لنتمكّن من حماية تلك المعلومات”.