لبناني يصمّم المنازل الذكية للجميع

::عمر قصقص::

لم تعد الثورة التكنولوجيّة خلال السنوات الأخيرة حكراً على الأجهزة الذكيّة والاتصالات فحسب، بل غزت المنازل والمدارس والجامعات. فأصبحت المنازل الذكيّة تلقى رواجاً كبيراً في العالم العربي. وذلك بهدف الحصول على حياة أكثر سهولة ورفاهيّة.
المنازل الذكيّة كانت حكراً على أصحاب الطبقة الميسورة والشقق الفخمة، أمّا اليوم فمن المتوقع أن تكون من نصيب الشريحة الأكبر في المجتمعات العربيّة. ويعود الفضل بذلك لطموح الشاب اللبناني راني خليل بعد أن قام ببرمجة شريحة تُدعى “أردوينو” تعمل بشكل أوتوماتيكي لتلبية كلّ حاجات المستخدم.
راني البالغ من العمر 17 سنة، والذي لم ينهِ دراسته حتى الآن شارك في مؤتمرات عالميّة عدة، كان آخرها مؤتمر ArabNet 2015 الذي شهدته العاصمة اللبنانيّة بيروت أخيراً، فحظي باهتمام رجال الأعمال والمتخصّصين في المجال الرقميّ.

يقول راني خليل، في مقابلة مع “العربي الجديد”، “تعلّمت البرمجة عند حصولي على طائرة تعمل بجهاز تحكم عن بعد كهديّة في عيد ميلادي الـ 16، عندما بدأت ألعب بها حمّلت على هاتفي الذكيّ تطبيق لتعليم البرمجة من الانترنت فتمكّنت بعدها من اختراع روبوت نتحكم به عبر جهاز لا سلكي يقوم بحمل الأغراض ومساعدة والدتي بأعمال المنزل”.
ويتابع خليل “وجدت بعد تصفّحي للأخبار التكنولوجيّة أنّ هناك عدداً كبيراً من الأشخاص مهتمون بالمنازل الذكيّة، ما دفعني لشراء شريحة إلكترونيّة لا يزيد ثمنها عن 20 دولاراً أميركيّاً وعملت على برمجتها لجعلها ذات مميّزات تفيد الناس وتسهّل عليهم حياتهم، وهو ما جعلني أتعمّق في مجال البرمجة وتطوير “الهاردوير” أكثر فأكثر”.
وعن طريقة عمل هذه الشريحة يوضح راني “تُوصّل هذه الشريحة بجهاز حساس الذي هو متصل مباشرة بأيّ جهاز كهربائيّ يريد المستخدم تشغيله أوتوماتيكيّاً، عندها تُعطي الشريحة أمراً بحسب البرنامج الذي حُمّل عليها”.

ويشرح راني مميّزات هذا الاختراع غير المحدودة، “يُمكن للشريحة بعد برمجتها إعطاء الأوامر للقيام بوظائف منزليّة عدة بطريقة أوتوماتيكيّة منها فتح الأبواب والتحكّم بالإنارة، بالإضافة الى إمكانيّة ربطها بميزان حراري حيث يعمل على قياس درجة الحرارة في أرجاء المنزل، وعند تجاوز الحرارة درجة معيّنة تعطي الشريحة أمراً لأجهزة التكييف كي تعمل تلقائيّاً. الى جانب ريّ الأشجار وغيرها من الخدمات التي لا يمكن أن تخطر على بال أحد”.
ويُضيف خليل أنّ تطوير هذه الشريحة لن يتوقف عند هذا الحدّ، “سأقوم بإبتكار وتطوير تطبيق جديد يعمل على جميع الهواتف الذكيّة ويتصل بشريحة التحكّم عن بعد، ليتمكّن المستخدم من التحكّم بأجهزة منزله بطريقة متطوّرة وحديثة عبر الإنترنت وليس بشكل أوتوماتيكيّ ما يُسهّل على الناس طرق عيشهم وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة”.
ويكشف راني لـ”العربي الجديد” أنّه يعمل على اختراع أول سيارة في العالم العربي تعمل عبر الإنترنت حيث يتحكّم بها صاحبها عن بعد من خلال موقع إلكتروني أو تطبيق يُحمّل على هاتفه الذكيّ، وقد يلجأ إليها البعض بأهداف عديدة ومختلفة منها التصوير وتوصيل الأغراض الى أيّ مكان”.