“إنستغرام” النجوم: موضة وحفلات و… كيدية

::عمر قصقص::

عند إطلاق موقع “إنستغرام” كان الهدف منه يبدو واضحاً: نشر الصور الشخصية مع إمكانية تعديل ألوانها وتغيير الإضاءة وما إلى ذلك من عوامل تساهم في تجميل الصورة. وبسرعة قياسية بات عدد مستخدمي هذا التطبيق بالملايين حول العالم. حتى أن المراهقين، والوافدين حديثاً إلى مواقع التواصل، يعتبرونه موقعهم المفضل بعيداً عن “فيسبوك” و”تويتر”. وبالتدرج تخلي النجوم عن اهتمامهم بموقع “فيسبوك” وبدأوا يركزون على “إنستاغرام”. وبسرعة كبير حوّل الفنانون والمشاهير العرب استخدام هذا الموقع/التطبيق لأهداف أخرى، غير فقط مشاكرة الصور مع الجمهور.

ففي الآونة الأخيرة شهدنا موجة أثارت جدلاً واسعاً حول التأثير السلبي لـ”إنستغرام” على صورة الفنان، وذلك بعد كثرة الصور والفيديوهات التي ينشرها، فاعتبرها البعض مبتذلة.
فمن الطائرة والمطار وإحياء الحفلات، والشعر والحكم، والكليبات والكواليس، لم يعد للفنان أي جديد، ولم تعد تلك المسافة الجميلة التي يحبها ويريدها الجمهور والتي تبقي صورة الفنان كمثال أعلى في ذهن المعجبين موجودة.

هناك عدد كبير من الفنانين يخصصون وقتهم لنشر الصور على هذا الموقع الشهير، فالأسبوع لم يمر بلا صور النجمة ميريام فارس وفساتينها التي ترتديها خلال إحياء حفلاتها وكأنها تقول لزملائها في الفن “أنا المتعهدة لكل أعراس وحفلات دول الخليج”. يأتي ذلك بعد تضاؤل عدد الحفلات جراء الوضع السيئ الذي يعيشه العالم العربي. وفي وقت يتحدّث الفنانون عن هذا الشحّ في الحفلات، لا تترك فارس فرصة إلا وتنشر صور حفلاتها الكثيرة في رسالة يعتبرها البعض مستفزذة لباقي الفنانين.

أما الفنانة هيفا وهبي فلها حصتها مع الموضة، ولم تخل صفحتها من صور خلال الأسبوع من السفر خارج لبنان وارتدائها أجمل الفساتين في أحد أروقة الفنادق بالإضافة إلى صورها في النوادي الرياضية وغيرها… إلى جانب مشاركتها جمهورها بتفاصيل تصوير مسلسلها في مصر. وتترك مع الصور تعليقات مرتبطة بالعمل، وتعد جمهورها بالمفاجآت.

من جهتها الفنانة أحلام تعتبر متخصصة بنشر الفيديوهات القصيرة على صفحتها فتقوم بنشر الفيديوهات مع رسالة إلى جمهورها خلال سفرها أو في أحد المحلات التجارية. وعلى حسابها هناك انتقادات توجّه إليها، فتنشب معارك افتراضية بين جمهورها وهؤلاء الذين لا يحبونها.
كما يقلد آخرون النجمات الأجنبيات، مثل المغنية مي حريري التي نشرت صوراً بفستانها الزهري واقفة على طريقة كيم كارداشيان، فعلق كثيرون على الصورة قائلين “إن الحريري تمشي على خطى كيم كارداشيان، لا بل تخطتها”.

من معاك ومين ضدك .. صرت ما تميز ابد يكرهك والا يودك .. صرت ما تميز ابد شي في احساسك تغير .. ودي افهم ليه تغير واختلف .. وانا ابيك .. قلي من اثر عليك قلي من اثر عليك قلت لي هذا وذاك .. وانت ضايع بينهم لا تدور عالسؤال .. والاجابة بعينهم ليه يا نبض المحبه .. تجرح انسان تحبه وتقتل الفرحه بيديك .. قلي من اثر عليك قلي من اثر عليك ليه تبعد وانت عمري .. والهوى عايش معاي في اكيد انسان ثاني .. قال لك انسى هواي والا يمكن حاسدينك .. فرقوا بيني وبينك ما دروا اني ابيك .. قلي من اثر عليك قلي من اثر عليك #ابتحداك
A photo posted by Ahlam Alshamsi (@ahlamalshamsi) on May 24, 2015 at 12:00pm PDT

وحتى إجازات الفنانين بتنا نشاهدها على “إنستغرام”. حتى وصل الأمر بالبعض إلى نشر صورهم على سرير المرض في المستشفيات.

فهل دخل الفنانون حيّز الابتذال؟ وما هو الغموض المثير الذي سيبقى حول صورهم وحياتهم إن كنذا نشاهد كل يومياتهم على هواتفنا النقالة؟ وهل حقاً هذه الحياة الجميلة الباذخة هي الصورة الحقيقية لحياتهم؟ أم أنها مجرد صورة يريدوننا أن نكوّنها عنهم؟ أسئلة كثيرة لن تجد إجابتها على مواقع التواصل.