أحمد قعبور: نعم أنا منحاز للاجئ السوري

::عمر قصقص::

ما من فنان لبناني يرتبط بشهر رمضان أكثر من الملحن والمطرب أحمد قعبور. فقد غنّاه وعكس ذكرياته البيروتية في أكثر من عمل، يضيف لها قريباً عملاً جديداً، يحدّثنا عنه في هذا الحوار، وعن أمور أخرى.

– ما قصّتك مع شهر رمضان؟ لماذا ارتبط فنّك به؟

بصراحة، لسبب طريف: المسحراتي! هذه الشخصية الرمضانية أثّرت في طفولتي. فقد كان في منزلنا القديم شباك عالٍ يأتي منه صوت المسحّر، كنتُ طفلاً لا تساعدني قامتي في رؤيته، فتخيّلته قادماً من كوكب ثانٍ فيه طمأنينة واستقرار وأمان، ينادي “يا نايم وحّد الدايم”… وهناك أمر آخر أثّر بي وهو الاستيقاظ للسحور، فلم يكن أهلي يوقظونني لأتسحّر وأنا دون السابعة من العمر، فضبطت المنبه ذات مرّة، ولكن جدّي صادره، فحزنت جداً، وغنّيت عن هذا في “علّو البيارق”. إضافة إلى القيمة الروحية لهذا الشهر الفضيل والاجتماعية أيضاً. فالصوم أن ننحاز للمقهور والمهجّر من بلاده، ولأطفال سقفهم خيمة وأرضهم حصى…

– تعدّ عملاً خاصاً لرمضان المقبل، ما تفاصيله؟

لحّنت أغنية لدار الأيتام الإسلامية، اسمها “حلوة الدني”، كتبها عبد الغني طليس، وأغنية لمؤسسات محمد خالد الخيرية اسمها “كل يوم عيد”، كتبها عبيدو باشا، ستُعرضان على شاشات التلفزيون وأثير الاذاعات، كما ستبثان في مسيرات موسيقية ستنظمها هاتان المؤسستان في شوارع بيروت.

– وماذا بعد رمضان؟

سأطرح ألبومين بعد عيد الفطر، الأوّل اسمه “لما تغيبي”، ويتضمّن 12 أغنية، والثاني اسمه “تساريح”، ويتضمّن 10 أغنيات ومقطوعة موسيقية. وسيتضمنان أغنيات حبّ في ظروف استثنائية كالحرب وتوابعها، وأغنيات انسانية”.

– كيف تأثّرت أغنيتك وعملك الفنّي بالوضع العربي واللبناني غير المستقرّ مؤخراً؟

لا أجيد العمل في استرخاء ورخاء، التحدّي الأكبر هو العمل في ظروف صعبة، وأنا أجد ما أقوله رغم صعوبتها، وبوجود شبكات التواصل يصل العمل الجميل كما يصل العمل السيئ، إلا أنّ الجميل يبقى في الزمن والذاكرة أكثر.

– هل أنت منحاز لفريق دون آخر؟

أنا منحاز لمن يحاربون التخلّف والاستبداد، كما حارب غيرهم الاحتلال، فالاحتلال والاستبداد وجهان لعملة واحدة، وانحيازي ليس لفظياً فقط، بل أنا ناشط ميداني في مساعدة النازحين السوريين في لبنان، بكل قدراتي.

– ما تقييمك للفنّ حالياً؟

لكلّ زمان فنّ يشبهه، وفي كل أزمنة الانحطاط والانحدار كان الفنّ منحدراً، على الفنان أن يسبح بعكس التيار ويعبّر عن انسانيته ورفضه للاستهلاك، وأنا أزعم أنني ما زلت أسبح عكس التيار، رغم أنّني تعبت.