أسبوع العنصرية ينتهي بفيديو الاعتداء على لاجئ سوري بلبنان… والدولة تتحرك

منذ أسابيع، بدأت أزمة اللاجئين السوريين تتفاقم في لبنان، بعد حملة سياسية وإعلامية مطالبة بعودتهم، وقد تحولت شيئاً فشيئاً إلى حملة عنصرية ضد الشعب السوري على الشاشات والمواقع الإلكترونية، امتدت إلى مواقع التواصل الاجتماعي مرفقة بتهديدات بالاعتداء والقتل.

انخرط في الحملة سياسيون وفنانون وإعلاميّون، ووصلت إلى تطبيقات الدردشة كـ “واتساب” إذ انتشر تسجيل صوتي من أشخاص يدعون فيه اللبنانيين إلى ضرب أي سوري يمشي على الطريق بعد الساعة السابعة ليلاً. وذلك، بعد أن انتشرت دعوة لتظاهرة تضامنية مع اللاجئين، الأمر الذي لم يتقبله البعض، محرضين بدعوة لتظاهرة “متضامنة مع الجيش اللبناني”، وسط تهديدات بالقتل والاعتداء على كل من ينزل إلى الشارع.

وفي آخر فصول الحملة العنصريّة، قام ثلاثة شبان في منطقة الدكوانة بضرب مبرح وسحل شاب سوري أعزل في الطريق موثقين اللحظة الهمجية بالفيديو. الشبان لم يكتفوا بالضرب، بل بدأوا بالتحقيق مع الشاب وتلفيق التهم له بأنه مع النظام السوري وداعش، وبأنه يريد التظاهر ضد الجيش اللبناني، كما أجبروه على قول: “الله ورئيس الجمهورية، الله والجيش اللبناني”.

وخلال ساعات، انتشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط غضب اللبنانيين من هذا الاعتداء الوحشي والعنصري ضد الأبرياء.

وشجب الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الاعتداء، مطالبين الدولة بالتحرك، ومحملين السلطة السياسية مسؤولية ما يحصل من اعتداءات وحملات عنصرية. كتبت الإعلامية ديانا مقلد: “لن انضم للمروجين للفيديو، لكن انضم بقوة للمطالبين شبه الدولة الباقي لدينا أن توقف المجرمين الذين اعتدوا على الشاب السوري.. لفلفة قضية مقتل الموقوفين السوريين لدى الجيش والتحريض المتواصل ليل نهار والتلويح بأعمال عسكرية في عرسال والآن فيديوهات مصورة عمدا للتوزيع والنشر هو الطريق الناجز لتحويلنا دولة فاشية مجتمعا ونظاما”.

بدورها، سارعت القوى الأمنية ليلاً لنشر تغريدة على حسابها عبر موقع “تويتر” أكدت فيها “أنّها تتابع الفيديو الذي تمّ تداوله على بعض مواقع التواصل، والذي تظهر فيه مجموعة من الشبان يعتدون بالضرب على أحد الأشخاص في الشارع”.

وصباح اليوم، ألقت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي القبض على الشباب الثلاثة الذين اعتدوا على الشاب، وفق ما أعلنه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عبر “تويتر”.

كما طالب اللبنانيون القضاء بعدم الرضوخ للضغوط السياسية الداعية إلى إخلاء سبيل الموقوفين الثلاثة، وذلك ليكونوا عبرة لغيرهم من العنصريين.

عمر قصقص – العربي الجديد