::عمر قصقص::
إذاً بعدما استجاب رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط لنصيحة صديقه السفير البريطاني في لبنان، توم فليتشر، ودخل عالم “تويتر”، بأول تغريدة له مساء الاثنين 27 تشرين الاول/ أكتوبر 2014، ومنذ ذلك الحين باتت تغريداته مثيرة للجدل وللمتابعة في الوقت عينه.
لكن تغريدته الأكثر جدلاً كانت تلك التي أطلقها قبل أيام وقال فيها: “آن الأوان للسماح لزراعة الحشيشة وإلغاء مذكرات التوقيف في حق المطلوبين في هذا الحقل”، مشعلاً مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان. وانتشر بعدها وسم “#جنبلاط_شرّعها”، والذي استخدمه الآلاف ليصبح الوسم الأكثر انتشاراً على تويتر في لبنان.
التغريدة كان لها الأثر القوي، كما هي حال خطاباته عادة في وسائل الاعلام، فانقسمت الآراء وتعدّدت الردود حول هذا الموضوع. فلم يخلُ الأمر من الانتقادات واطلاق النكات بين المستخدمين، فمنهم مَن رأى “تتحقق الوحدة الوطنية بين مختلف الطوائف والمذاهب لأن الحشيشة تجمع ولا تفرّق”.
وعلّق الاعلامي يزبك وهبي: “#جنبلاط_شرّعها الى أين؟ الى التشريع؟ تشريع الحشيش؟ معليش أنا معي وزارتي الزراعة والصحة…مش هلّق وقتا، مبلا…”، في تقليد لأسلوب جنبلاط بالكلام. فيما كتب المقدّم ميشال مطران: “أحلى شي بوليد جنبلاط كيف بوفّق بين جنبلاط الثاقب الرؤية ـ المثقف ـ المبدئي وبين جنبلاط السياسي ـ المناور ـ الميكيافيلّي”.
هذا الى جانب العديد من التساؤلات التي عمّت “تويتر”، كسؤال أحدهم: “#عندي_فضول_أعرف ليش #جنبلاط_شرّعها؟”، فلم تقف ردة الفعل عند هذا الحد، بل تعدتها الى نشر صور مركّبة، ومنها صورة للعلم اللبناني مستبدلين الأرزة اللبنانيّة بنبتة الحشيش. وأخرى لرجل قد رسم دراجة هوائيّة على إحدى الطرق وانبرى فوقها موحياً بأنه يقودها، بالاضافة إلى صورعدّدت أنواع وفوائد الحشيش.
هذه الموجة لم تنتهِ على مواقع التواصل، بل تعدتها الى داخل المجتمعات اللبنانيّة، حيث أصدرت عشائر وعائلات منطقة بعلبك الهرمل (شرق لبنان)، والتي تشتهر بزراعة الحشيش، بياناً شكرت خلاله رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط على موقفه المتفهّم لمشاكل البقاع الشمالي ودعوته إلى إلغاء مذكرات التوقيف العشوائيّة، والتي تطال آلاف الأشخاص ومعظمها من دون وجه حق، داعية بعض الزعماء أن يجاروا جنبلاط في موقفه.
كما طالب أهالي البقاع بتشريع زراعة الحشيش بهدف تصنيع الأدوية، كما هي الحال في دول كثيرة مثل المغرب وغيرها، هذا بالاضافة لعدم وجود زراعات بديلة، ما جعل البقاع الشمالي يخضع لنير الفقر والبطالة.