::عمر قصقص::
منذ اللحظة الأولى للاعتداء الدامي الذي وقع في فرنسا في 7 يناير/كانون الثاني، بدأت حملة تضامن واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي رفضاً للقتل، وتضامناً مع حرية التعبير.
الأحد 11 يناير، تاريخ لن ينساه الفرنسيون، إذ سُجّلت فيه أضخم حركة تعبئة منددة بالإرهاب في تاريخ فرنسا. وقد شارك فيها عدد كبير من أقطاب العالم إلى جانب الفرنسيين، وكان في مقدمة هؤلاء أبرز الرؤساء وقادة العالم…، لكن التضامن العالمي فقد كل مصداقية مع ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو في مقدمة المتضامنين.
وقد أثارت مشاركة نتنياهو سخط الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف أنحاء العالم. فمنهم من عبّر عن تضامنه مع ضحايا “شارلي إيبدو” وغضبه من مشاركة نتنياهو كتغريدة منذر العمري: “أنا مع ضحايا شارلي إيبدو وضد نتنياهو صانع المجازر بل جزار المنطقة العربية”.
فيما قال عامر طبش إنّ “الإرهابي رقم واحد يسير في الصف الأول في المسيرة ضد الإرهاب… مجتمع دولي حاضن للإرهاب الإسرائيلي ونتنياهو قائد هذه المسيرة بس والله مش الحق عليكم الحق علينا يلي منعتبركن دول متحضرة”.
هذا إلى جانب عدد من التساؤلات التي ضجّ بها “تويتر”، كسؤال أحدهم لوزير خارجيّة لبنان جبران باسيل: “يا باسيل كيف تمشي بمسيرة ضد اﻹرهاب وقائد هذه المسيرة هو نتنياهو دمنا لم يجف يا معاليك”. فيما سأل آخر “نتنياهو جنباً إلى جنب مع أبو مازن وملك الأردن وغيرهم في مسيرة باريس، وماذا عن 2255 فلسطيني قتلوا بأوامر من نتنياهو قبل أشهر فقط؟”.
كما اتسمت بعض التعليقات بالسخريّة على هذه المشاركة، كتغريدة: “سيلين ديون ممنوع تعمل حفلة بلبنان لأنها أحيت حفلة بإسرائيل، بس جبران باسيل مسموح يتواجد بنفس المظاهرة باللي فيا نتنياهو بباريس”.
رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب اللبناني وليد جنبلاط كتب على “تويتر”: “أقول لهم نحن شارلي ونحن فلسطين المحتلة والمشردة، ونحن سورية المعتقلة والمهجرة، وأطفال فلسطين وأطفال سورية يموتون قتلاً وتعذيباً وصقيعاً”. كذلك غرّد وزير الصحة اللبناني وائل أبو فاعور: “مسيرة ضدّ الاٍرهاب يتصدّرها نتنياهو لا ينقص إلا استدعاء شارون من الجحيم اللعنة على عدالة يقودها مجرم”.
كذلك تناقل الناشطون صورة الممثل السوري فارس الحلو الذي كان مشاركاً في المسيرة في باريس، رافعاً لافتة كتب عليها: “لماذا يتظاهر المجرمون معنا” في إشارة إلى المشاركين الإسرائيليين.