::عمر قصقص::
10 سنوات مرّت على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. في هذه المناسبة انطلقت حملة إعلانية ملأت شوارع بيروت تحمل شعار “تخليداً… عشرة، مئة، ألف سنة… مكمّلين”.
وقد رافقت هذه الحملة تقارير بدأ تلفزيون “المستقبل” (التابع لتيار المستقبل الذي أسسه الحريري) بنشرها يوميّاً ضمن نشراته الإخباريّة، أعادت الى الذاكرة الأوضاع السياسيّة التي سبقت الاغتيال والتهديدات الأمنيّة قبل عشرة أيّام على الجريمة.
ومن اللافت التلاقي بين الوسائل الإعلاميّة واتفاقها على بث الوثائقي “الطريق إلى 14 شباط 2005″، الذي يكشف ملابسات عمليّة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
في المقابل، عرضت قناة “الجديد” وثائقياً خاصاً بها يحمل عنوان “الوجه الآخر لرفيق الحريري”، سلّط الضوء على الجانب الذي يتجهاله كثيرون في مسيرة الحريري، من دوره في الحرب الأهليّة، واتفاق الطائف، ودخوله المعترك السياسي، وتخطيطه لشركة “سوليدير”، وتسليمه مفتاح بيروت لرئيس شعبة المخابرات السوريّة في لبنان اللواء غازي كنعان، وصولاً إلى اغتياله، ووراثة نجله الرئيس سعدالدين الحريري لقيادة تيّار “المستقبل” وإدارة المشروع الحريريّ بأكمله.
ويشرح عبد السلام موسى، المنسّق العام الإعلامي لتيّار “المستقبل”، في حديثه لـ”العربي الجديد”، أنّ “الحملات الإعلانيّة والإعلاميّة لذكرى اغتيال الحريري هي ككل عام… إنّما المناسبة هذه السنة هي الأكبر لأنها تأخذ طابعاً مختلفاً شكلاً ومضموناً، باعتبارها الذكرى العاشرة للاستشهاد”.
وعن اختيار الشعار، أضاف أنّ “جمهور الحريري هو من اختاره حيث أنّه يحكي قصة الجمهور الذي بقي ثابتاً طيلة عشر سنوات خَلَت بوجه كلّ محاولات الإلغاء السياسيّ والمعنويّ أمام كلّ محاولات التخوين الذي تعرّض له والتطّرف المتفشي في المنطقة، ظلّ هذا الجمهور على موقفه واعتداله”.
وعن محاولة التقليل من قيمة هذا الشعار، علّق موسى “بمجرّد أن نردد هذا الشعار فنحن نزعج العديد من الأشخاص الذين لا يتمنون أن يستمر جمهور الرئيس رفيق الحريري، في حين راهن الكثير على أنّ عمليّة الاغتيال ستخلق جوّاً من الحزن والألم لأيّام معدودة فقط وبعدها يعود الأمر كما كان، وهؤلاء هم من زعجهم هذا الشعار كثيراً”.
وختم عبد السلام أنّ “اختلاف الآراء بين الأشخاص أمر طبيعي جداً، في حين القسم الأكبر من جمهورنا يؤيّد هذا الشعار ويظهر ذلك من خلال التفاعل المتزايد على مواقع التواصل الاجتماعي إلا أنه يبقى من يعارض هذا الشعار. فنحن نحترم وجهة نظره وسنحاول في السنوات القادمة انتقاء الشعارات المناسبة، كما نعلم أن من الصعب أن تصل لشعار يحصد إعجاب الجمهور بأكمله”.
ولم يقتصر إحياء الذكرى على تقارير وأفلام وثائقيّة، بل أيضاً قام الفنان اللبناني أحمد قعبور بإطلاق أغنيته الجديدة أيضاً “بعدك حبيب… بعدك قريب” التي لحنها هو بنفسه ومن كلمات الشاعر عبد الغني طليس وتوزيع الفنان هاني سبليني وغناء الفنانة كارلا خير الله.