الإعلام اللبناني تحت مرصد الأمم المتحدة

::عمر قصقص::

في ظل المتغيّرات الأمنيّة والسياسيّة والاجتماعيّة التي يشهدها لبنان والعالم العربي، والى جانب التطورات المتسارعة والمتعددة في عالم الاتصال والإعلام، أصبح من الضروري على المؤسسات الإعلاميّة اللبنانيّة تبنّي صيغة ميثاق للشرف الإعلامي بهدف تعزيز السلم الأهلي في لبنان.
ومع تزايد الدور الإعلامي والإخباري لوسائل التواصل الاجتماعي وتنامي ظاهرة “المواطن الصحافي”، بات من الضروري رسم خارطة طريق تحدد المعايير التي يجب اعتمادها من خلال تلك الوسائل بغية التخفيف من وتيرة الخطأ الناتج من التهافت الإعلامي.
وفي هذا الإطار، أطلق مشروع “بناء السلام في لبنان” التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ميثاق شرف إعلامياً لتعزيز السلم الأهلي في لبنان عام 2013 بتمويل من الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع وزارة الإعلام ومشاركة 34 مؤسسة إعلاميّة. وبعد تمني ودعوات وسائل الإعلام اللبنانيّة بتنفيذ مواد الميثاق الذي اتفق عليها نظّم “مشروع بناء السلام في لبنان” في 23 فبراير/شباط الماضي لقاءً مع وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب والإلكتروني لعرض آلية الرصد والنقاش حول مضمونه والذي تم بالتعاون مع “مؤسسة مهارات”.
منسقة الإعلام في “مشروع بناء السلام في لبنان” إيليت شحادة أكّدت لـ”العربي الجديد” أنّه “في ظل الأوضاع السياسيّة الصعبة التي نعيشها حان الوقت لنعمل على تطبيق الميثاق، فتم الاتفاق مع جميع الوسائل الإعلاميّة المشاركة على أنّه سيتم رصدها ابتداء من 24 فبراير/شباط” .
وعن طريقة عمل المشروع تشرح “سيُصدر المشروع أربع دراسات فصلية ــ كل ثلاثة أشهر ــ أساسها المواد التي صاغتها الوسائل الإعلاميّة ضمن إطار الميثاق، حيث ستصدر الدراسة النهائيّة الشاملة في أوائل سنة 2016″، مضيفة “انطلاقاً من مواد الميثاق، تتمحور الأبحاث الأساسية لمشروع الرصد والتحليل حول: العنصرية في التغطية الإعلاميّة والخطاب الديني والتحريض الطائفي في وسائل الإعلام والمبادرات الإيجابيّة في التغطيات الإعلاميّة ومشاهد العنف المصورة”.

وختمت شحادة بالقول: “بالتزامن مع إصدار كل دراسة يتم إنتاج فيديو مصور تعرضه القنوات والإذاعات المشاركة ستُذكر فيه نتائج كل دراسة بالأرقام والبيانات، كما سيتم نشر هذه البيانات على شكل INFOGRAPHY في الصحف المشاركة”.
وعن آليّة الرصد لتطيبق الميثاق، يقول مدير مكتب الرصد في مؤسسة مهارات طوني مخايل لـ”العربي الجديد” إنّ “الرصد يرتكز على أسس علميّة ومنهجيّة، وخصوصاً باعتماد أسلوبي التحليل والقياس الكمي والنوعي للمواد الإعلاميّة المرصودة إضافة الى دراسات الحالة”. وأضاف “كل الوسائل الإعلاميّة التي وقّعت على الميثاق سيتم رصدها ورصد نشرات الأخبار الرئيسيّة لمدة شهر، وبالتالي سيكون هناك تحليل للمعلومات والمعطيات الرقميّة التي نقوم بتحويلها الى أرقام انطلاقاً من البيانات التي نحصل عليها نتيجة الرصد”.
وعن كيفيّة تحليل الرصد، يشرح “نحن نعتمد أسلوب الكم، حيث نقيس حجم المشاركة والتغطية وأنواعها بالإضافة إلى النبرة الإعلاميّة إن كانت سلبية أو إيجابيّة حين تسلط الضوء في التغطية على الفلسطيني أو السوري”.