::عمر قصقص::
بينما عاد برنامج “الأخوات كارداشيان” إلى جمهوره في مختلف أنحاء العالم في موسمه العاشر، انطلقت النسخة العربيّة منه، لتنتقل من البحرين الى لبنان. فبعد النسخة البحرينيّة، “حياة خوات”، التي باءت بالفشل كأول تجربة اجتماعيّة لتلفزيون الواقع، جاء برنامج “إخوات خوات” للأخوات عبد العزيز، ليُكرّر التجربة نفسها بنكهة لبنانيّة.
صورة نساء بيروت؟
انطلق البرنامج “إخوات خوات The Sisters” على شاشة “LBC الفضائية” وعلى “روتانا خليجيّة” أيضاً في السادس من آذار/مارس الحالي. هذه التجربة اللبنانيّة تُظهر تفاصيل الحياة اليوميّة لثلاث شقيقات هنّ نادين وفرح وأليس، المهووسات بعالم الموضة والأزياء. ويعرض كل يوم جمعة على الساعة السابعة مساء، بتوقيت السعودية على القناة، بينما تعرض القناة يوميات الفتيات كُلّ يوم.
تمتلك الأخوات الثلاث مدونة مهمة للموضة والجمال في العالم العربي والشرق الأوسط، بالإضافة إلى شهرتهنّ على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال صفحة Style In Beirut على “إنستغرام”، التي يتابعها 172 ألف شخص. واحدة من الأخوات عارضة أزياء، بينما الأخريان خريجتا إدارة أعمال. والأخوات أربع، ولكنّ ثلاثاً منهن فقط يشاركن في البرنامج، بينما الأخت الرابعة متزوجة وتعيش في لاغوس، نيجيريا.
وفي حديث عن قصتهنّ، نقلته مجلة “موندانيتي”، قالت الأخوات إنّ التجربة بدأت مع صفحة “إنستغرام”، وأنّهنّ يُردن أن يوصلن صورةً عن نساء بيروت، مؤكدات أنّ لبنان ليس بلد الأزمات فقط، بل إنّ بيروت هي “باريس الشرق الأوسط”.
سطحية في التعامل
في الحلقة الأولى، عُرضت سيارات فاخرة وأزياء أنيقة وباهظة، بينما رافقت الكاميرات الأخت الكبرى، أليس، وهي تصل إلى مطار بيروت في انتظار أختها الوسطى، نادين، التي تعطّلت سيارتها على طريق بيت مسك (المتن ــ شمال بيروت)، المنطقة التي تسكن فيها الأخوات الثلاث.
أول ظهور مخالف لبرنامج الواقع هو ردّة فعل نادين تجاه تعطّل سيارتها، فبدت هادئة، بدأت بتسريح شعرها ووضع مثبّت الشعر عليه، إلى جانب التأكد من وضع أحمر الشفاه وصولاً إلى التقاط “السيلفي”، والرقص على الأغاني الصاخبة.
ومرّت الحلقة الثانية (50 دقيقة) من دون أي منفعة أو نتيجة، فقد دارت أحداث الحلقة بين المزاج السيئ لنادين التي تركها حبيبها من دون معرفة الأسباب، وبين انتقاء ملابس التزلج إلى جانب التقاط الصور على الثلج.
يبدو “برنامج الواقع” هذا ممتلئاً بالتصنّع والمواقف غير المدروسة. وتنكشف للمشاهد طبيعة العلاقة بين الأخوات، والأوقات التي يقضينها في المنزل، وطريقة مواجهتهنّ المشاكل والمواقف المستعصيّة برأيهن، بطريقة ساذجة. مثلاً، وقع خلاف بين فرح (الأخت الصغرى) وأليس في وسط بيروت أثناء قيام الأخيرة بالتقاط الصور لشقيقتها وتحميل إحدى تلك الصور على “إنستغرام” من دون استشارة فرح التي وجدت أنّ هذا الأمر خطأ لا يُغتفر، ما دفعها إلى المغادرة بطريقة متصنّعة، وترك شقيقتها وسط الشارع!
بعد رصد الكاميرات للسيناريو المركّب، تظهر الأخوات في أماكن عدة، ككورنيش المنارة والنوادي الرياضية، وغيرها من الأماكن في بيروت. وكان لمراكز التسوق الكبرى “حصة الأسد” في الإخراج، فقد التقطت صور “السيلفي” فيها، مع مشاهد الجلوس في العربة والرقص خلال التسوّق.
وفي إحدى “اللحظات التاريخيّة” برأي فرح، نشرت على مواقع التواصل، تنظيف أختها نادين لبراز الكلبة، ستيلا، خلال عرض الحلقة الأولى من البرنامج. الكلبة “التي اقتُنيت لالتقاط الصور فقط”، لقّبتها فرح بـ”البلا ترباية” (عديمة التربية).
وفي البرنامج أيضاً، قلّة احترام وعنصرية تجاه العاملات الأجنبيات في لبنان. ويظهر ذلك من خلال المعاملة السيئة للعاملة، آبي، من خلال الصراخ المستمر عليها في البرنامج، وإعطائها أوامر للقيام بمهام تخصّ الفتيات.
ليس استنساخاً!
تنفي مسؤولة الإعلام في قناة “روتانا”، سالي حجار، استنساخ تجربة “الأخوات كارداشيان” في لبنان. وتقول لـ “العربي الجديد”: “بالطبع هو ليس كذلك، إنما الإعلام المحلي والعالمي هو من بدأ بهذه المقاربة بين البرنامجين، لأنّ “إخوات خوات” يجمع أيضا ثلاث أخوات”.
وعن تصنع البطلات وردود الفعل السلبيّة على البرنامج، تقول حجار: “هناك ردود فعل إيجابيّة كثيرة أيضًا، ونحن نحترم رأي كلّ مشاهد، غير أنّ ما رآه بعض المشاهدين تصنّعًا في الحلقة الأولى هو في الحقيقة توتر طبيعي ناتج من وجود الكاميرات التي تُلاحق الأخوات، ومع تقدم في البرنامج باتت كلّ من الأخوات أكثر تأقلمًا مع عدسات الكاميرات من حولها وهو ما سيلاحظه المشاهدون في الحلقات القادمة”.
ردّات فعل على الشبكة
السطحيّة هذه، دفعت بقناة Beirut Plus TV الساخرة على “يوتيوب”، إلى نشر مقطع فيديو هزلي عنوانه “بنات خالاتي The Cousins”، الذي يعرض قصّة عايدة، وفاديا، وناديا في صالون تجميل، حيث يجمعهنّ طبيب تجميل واحد، وحبّهن للإسراف.
هذا الفيديو الساخر حاول مقاربة المشاكل السخيفة على غرار “إخوات خوات” كإبراز عايدة على أنها لا تعرف “أنّ الموبايل بيمشي عالبطارية ولازم يتشرّج (يُشحن)”، لينتهي بهنّ المطاف إلى التقاط صورة “سيلفي” من هاتف آخر “لكن الصورة مش طالعة حلوة”، الأمر الذي أشعل شجارًا عنيفًا بينهنّ، وبلغ الأمر ذروته بكسر “ظفر” إحدى الجميلات، فكانت المصيبة الكبرى!
اهتمام إعلامي
تجربة برنامج “إخوات خوات” هي الأولى من نوعها في لبنان، ولاقت اهتمام الصحف المحليّة التي كتبت عن الموضوع بكثافة. وتعدى الأمر الإعلام العربي ليصل لوسائل الاعلام العالميّة، فوردت أخبار هذا البرنامج في الصحف في فرنسا، بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، إلى جانب تغطيات وسائل الإعلام المرئي والمسموع كالـ “بي. بي. سي” و”رويترز” و”الإذاعة الوطنية الأميركية” التي أجمعت على فكرة واحدة أنّ هذه التجربة مستنسخة عن الأخوات كارداشيان، في حين منحهنّ بعضهم لقب “كارداشيان الشرق الأوسط”.
صحيفة “لوفيغارو” الفرنسيّة، وفي ملحقها الأسبوعي النسائي “مدام” كتبت عن البرنامج بلهجة ساخرة ولاذعة. انتقدت التبرج الكثيف للفتيات، والبوتوكس في وجوههن والتصنّع الواضح. وحذّرت “الأخوات كارداشيان” من منافسة جديدة: “فأنتن لم تعدن وحيدات على قمة الإثارة التافهة”.
لكن قد لا يكون كل ما سبق هو معيار النجاح، فكيم كارداشيان نفسها ومن دون أي مجهود، باستثناء التصنع أمام الكاميرا، باتت مصنّفة من أكثر 100 سيدة تأثيراً في العالم.