::عمر قصقص::
دت التغريدات من لبنان: “ماذا حدث للـ LBCI؟”، سأل اللبنانيون. لم تمرّ دقائق حتى تكشّف الموضوع: أوقف بثّ القناة الأرضيّة على كافة المناطق اللبنانيّة. لتظهر شاشة بيضاء كُتب عليها “بناءً على الإنذار الموجه من التلفزيونات اللبنانيّة بتاريخ الأول من أيار/مايو 2015 والقاضي بمنع شبكات الكايبل من إعادة بث قناة LBCI باللوغو الأزرق ابتداء من اليوم والمحطات الأخرى تباعاً حتى إشعار آخر”.
ليس ذلك مفاجئاً، فقد وجّهت المحطات اللبنانيّة أمس إنذاراً لموزعي الكابلات في لبنان لتسوية أوضاعهم قبل الأول من حزيران/ يونيو 2015.
ويشرح المحامي وسيم منصوري، وكيل المحطات التلفزيونية اللبنانية في حديث إلى “العربي الجديد” الموضوع، ويقول: “حين طلبنا من أصحاب “الكايبل” تسوية وضعهم خلال فترة 1/5/2015 و1/6/2015 ودفع بدل أربعة دولارات عن كل مشترك، تفاجأنا بتوقيف بث قناة الـ “ال بي سي”، معتبراً أنّ “هذا الأمر غير قانوني”.
ويوضح منصوري أنّه: “بحسب قانون الحماية الفكريّة والأدبيّة، ممنوع إعادة البث إلّا بعد موافقة المحطات، فيما يعود السبب الرئيسي لارتفاع عدد المشتركين للكايبل هو بثهم للقنوات اللبنانيّة، وإن قرّروا عدم بثها فهذا الأمر لن يرضاه اللبنانيّون”.
وعن أسباب مطالبة القنوات اللبنانيّة بحصتها من أرباح الاشتراكات يقول: “السبب الرئيسي هو المنافسة الإعلانيّة مع المحطات العربيّة وأن القنوات اللبنانيّة متّحدة مع بعضها وهذا ما أثبتته أمس خلال مقدمات نشرات أخبارها، ونحن فتحنا باباً للحل وأغلبهم وافق على شروط المحطات اللبنانية، فيما البعض الآخر لا يزال معترضاً”.
ويضيف منصوري: “لبنان على القائمة السوداء لعدم حماية الملكيّة الفكريّة والأدبيّة. النقطة الأساسيّة لوضعنا على هذه القائمة هي عدم تنظيم قطاع الكابلات، فما نقوم به هو جزء متكامل من إعادة تسوية وضع أصحاب الكابلات وتنظيمهم وتشريع عملهم على الأراضي اللبنانيّة”.
“الجديد” تتوقف مساء اليوم
وفي هذا الإطار، يُفيد مصدر مقرب من تجمع “أصحاب الكايبل في لبنان” لـ “العربي الجديد”، أنّه “سيتم توقيف بث قناة “الجديد” في المناطق اللبنانيّة كافة اليوم بدءاً من الساعة السادسة مساءً، وذلك رداً على مقدمة نشرة أخبارها أمس”، و”التي خرجت عن الأدبيات والموضوعية، إلاّ أنّ المفاوضات مستمرة مع المحطة”، بحسب ما قال.
من جهته، يشرح محمد خالد ممثّل “شبكات الكايبل” اللبنانيّة في حديث إلى “العربي الجديد” الأمر قائلاً: “نتيجة القرار الذي أعلنت عنه المحطات وهو عدم إعادة البث لأنّ ذلك يعتبر قرصنة، قررنا بدء التصعيد وتوقيف المحطات تباعاً”.
وعن سبب البدء بتوقيف محطة LBCI، يقول: “يعود ذلك لأنّ هذه القناة هي من اقترحت فكرة مشاركة الأموال التي يجنيها أصحاب الكابلات، وهي من حسمت المفاوضات عبر تقرير تلفزيوني قبل أن نبدأ التفاوض مع المحطات”.
ويؤكد خالد أنّ “هناك غيرها من المحطات ستتوقف تباعاً ابتداءً من اليوم فسيكون لنا تحرك يومي، الساعة السادسة مساء، مع العلم أننا نتفاوض مع المحطات، فهناك محطات تمت التسويات معها، فيما المحطات الأخرى لم نصل إلى اتفاق معها، وإن طال هذا الأمر فلن نتمكن من عرضها على الشبكات نهائياً”.
وعن تأثير أصحاب الكايبل بعدد المشتركين إن لم يبثوا القنوات اللبنانيّة، يؤكد خالد أن “نصف الشعب اللبناني لم يعد يهتم بنشرات الأخبار والسياسة، فالقنوات لم تعد لديها برامج تهم المشاهد اللبناني وإن أرادوا أن يشاهدوا القنوات اللبنانية فعليهم دفع ثمن اشتراكها فنحن شبكة كايبل وعلينا توصيل الإشارة فقط”.
تبدو القضيّة في طريقها للتصعيد، فيقول خالد: “نحن لدينا مستندات من جميع القنوات تثبت بأنّ لدينا حقوق إعادة البث وإن اضطررنا للوصول إلى القضاء فسندّعي عليهم بتهمة إساءة السمعة وغيرها من الدعاوى القضائية الكثيرة”.