::عمر قصقص::
زياد سنكري هو لبناني من عاصمة الشمال طرابلس، دخل عالم “العلوم والتكنولوجيا” عام 2009، بعد وفاة والده جراء إصابته بنوبة قلبية، فتخصص في مجالي الهندسة الكهربائية والهندسة الطبية الحيوية. شارك في مسابقات عالميّة عدّة، وأهمها في برنامج نجوم العلوم Stars of Science عام 2011، الذي شهدته الدوحة، فنال الجائزة الثانية لاختراعه جهازاً يراقب حالة القلب وكشف الذبحات القلبية قبل حدوثها… ومن هناك، كانت البداية.
عام 2012، أسس سنكري شركة ناشئة تعنى بالرعاية الصحية وحماية ومراقبة القلب عبر الأجهزة المحمولة CardioDiagnostics، والتي تضم اليوم 40 موظفًا.
طموح زياد لم يقف محلياً، بل تعداه عبر اختراع فريد من نوعه فقام باخترع جهاز مراقبة القلب بطريقة دقيقة عن بعد، لرصد مبكر لقصور القلب أو للتحذير من الجلطة قبل حدوثها، وذلك بعد بحث مطوّل أجراه عن أمراض القلب المتشعبة والتي تتسبب في قتل أكثر من 8 ملايين سنويًا، بحسب منظمة الصحة العالمية. هكذا وصل سنكري إلى لائحة الشرف وتمّ تكريمه من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ويقول زياد في مقابلة مع “العربي الجديد”: “إنّ الفكرة انطلقت بعد وفاة والدي جراء نوبة قلبية، فأدركت آنذاك خطورة هذا المرض المنتشر في العالم، وقد وجدت أنّ عدم اكتشاف الإصابة مبكرا يؤدي إلى موت الكثيرين، فخططت لإيجاد طريقة تسهّل اكتشافه مسبقا والعلاج منه لتفادي نتائجه المميتة”.
أمّا عن مميّزات الجهاز المحمول، فيقول: “قوامه 3 مستشعرات صغيرة توضع على جسم الإنسان خارجيا، موصولة بجهاز صغير ليتمكن من تحليل وتخطيط القلب ومن ثم اكتشاف أي مشكلة قد تحدث للشخص ليرسل تنبيهات لاسلكية عبر الإنترنت إلى الفريق الطبي المختص بالمراقبة، مرفقة بالبيانات عند تعرض الشخص لخطر الإصابة بقصور قلبيّ أو أي خلل مفاجئ في القلب كي يدققوا بالمعلومات المرسلة ويقوموا بالتدخل الفوري بما يناسب الحالة”.
ويضيف: “نطور قدرات الأجهزة التي ستكون أكثر دقة من البرامج والتقنيات الموجودة داخل هواتف سامسونغ وآيفون، لنساعد الشخص الذي لا يعاني من أي مرض أن يمارس حياة صحية وطبيعية ومن دون أي خطر، وذلك عبر جهاز موصول بالهواتف الذكية ليحلل دقات القلب وبعض أعضاء الجسم كالمعدة، عبر تقنيات متطورة، فإذا كان الشخص مثلاً لا يمارس الرياضة وأكل طعاما دسما فسيرسل له الجهاز عبر تطبيق خاص به تنبيهات للتوقف عن الأكل فورا، أو نصائح ليقوم بحركات رياضية لتفادي أي خطر”.
وعن سبب صناعة الجهاز في أميركا ودخوله البيت الأبيض يشرح “بعد الدراسة قمت بالبحث المطوّل في أميركا لأن هناك العديد من العوائق التقنية للتصنيع في لبنان بسبب عدم وجود المصانع الكبرى، علماً أن جزءا كبيرا من التطوير أقوم به في لبنان”.
ويُشير إلى أنّ “الجهاز نال إعجاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي قال لي: شكرا على مساعدتك لإنقاذ حياة الناس، وإنّ عملك رائد ولديك القدرة على إيجاد الحلول المبتكرة للتحديات الملحة التي تواجهنا”. ويضيف: “هناك العديد من المستشفيات العالميّة بدأت باستخدام هذا الجهاز وأطمح أن يصل الى جميع أنحاء العالم للحد من خطر الإصابة بأي مرض قلب يصيب الإنسان”.