::عمر قصقص::
انقسم الفنانون منذ بدء الثورة السورية إلى عدة فرق، منهم مَنْ أيّد الثورة ومطالبها، ومنهم من دعم النظام السوري ورئيسه، بشار الأسد، فيما التزمت الفرق الأخرى الصمت وفضلت الحياد، كما هو الحال مع الممثلة، منى واصف، التي فضلت عدم التدخل في السياسة والبقاء في عالم الفن.
إلا أنه منذ أيام نشرت صفحة منى واصف على الفيسبوك تصريحاً قالت فيه إن وسام الاستحقاق، الذي حصلتْ عليه، قدمه لها الشعب، وليس بشار الأسد، كما أنها حصلت عليه في قصر الشعب، وليس في قصر الأسد.
كلمات واصف كانت كفيلة بإشعال جدل واسع بين شرائح من المعارضين والموالين للنظام، الذين شنوا بدورهم حملة شرسة ضدها، فقد غصّت صفحتها بآلاف التعليقات، حيث لم تخلُ من التهديد بالقتل، كالذي كتبه سامر طبارة: “أنا سامر طبارة من حمص والله ما أمسكك لأقتلك إنتي وجوزك”، فيما كتب آخر مدافعا عنها: “منى معروفة في إخلاصك للشعب السوري ووقوفك مع الحق ما بيهمنا الصفحة، بقدر ما بيهمنا رأيك هلّي وصل إلى كل الشعب السوري”.
هذا الهجوم العنيف على مواقع التواصل استدعى من منى واصف الظهور في وسائل الإعلام لتنفي أية علاقة لها بالجملة، التي كتبت على فيسبوك وبالحساب الذي كتبها. بعد ذلك اختفت صفحة واصف فجأة من فيسبوك.
وأكدت واصف أنها لا تمتلك أي حساب على مواقع التواصل، مشيرة الى أن “كل الصفحات التي تحمل اسمها مزورة، تهدف إلى إطلاق تصريحات ومواقف كاذبة والإساءة لها”، وأوضحت أنه لولا بعض الأصدقاء الفنانين الذين بادروا إلى الاتصال بها، والسؤال حول حقيقة وجود صفحة لها على فيسبوك، لما عرفت بهذا التصريح الذي صدر.
وبعد توضيح واصف اشتعلت مواقع التواصل مرة أخرى، فعلّق الإعلامي فيصل القاسم: “بالأمس كتبت الفنانة السورية الكبيرة، منى واصف، على صفحتها في فيسبوك أن تكريمها لا يأتي من بشار الأسد بل من الشعب السوري، فانهالت عليها الشتائم من صفحات الشبيحة والنبيحة، وخاصة من نبيحة الوسط الفني، ناهيك عن التهديدات المخابراتية المعهودة في سورية، فما كان من الممثلة القديرة اليوم إلا أن تتبرأ من صفحتها، وتقول إنها لا تملك أية صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وكتبت الممثلة السورية شكران مرتجى: “السيدة والفنانة الكبيرة، منى واصف، ما عندها فيسبوك ولا أي حساب ولم تصرّح بأي شيء، وأنا هلأ (الآن) حاكيتها، عندها تلفون بتقول ألو وبس، لا واتس ولا فايبر، أرجوكم، أرجوكم يكفي”.
فيما كتب آخر: “تحية إلى منى واصف، هذه الفنانة الشجاعة حتى لو أغلقت صفحتها خوفا، يكفيها أنها قالت كلمتها وحددت موقفها من الثورة السورية”. واعتبر معلق أن منى واصف كانت “قوية عندما قالت وذكية عندما تبرأت”.