صحافي يتجوّل بالكعب العالي… فحصل ما لا يرضيه!

::عمر قصقص::

في الآونة الأخيرة، أصبح الحذاء النسائي بالكعب العالي يثير فضول الرجال، إذ شهدنا تجربة ارتداء الرجل للحذاء النسائي في أماكن ومناسبات عدة، ولأهداف تعنى بحقوق المرأة، حيث امتدت إلى عدد كبير من دول العالم، الأمر الذي أزعج الكثير من الأشخاص الذين اعتبروا أن حقوق المرأة لا تأتي بمشاركتها متاعب ارتداء الحذاء فقط، بل يجب مناصرتها بطريقة أخرى وبشكل يومي، كتحسين قدراتها وظروفها وحمايتها من العنف الذي تتعرض له بشتى الطرق.
وكان آخر هذه التجارب، ارتداء مراسل وكالة BroBible براندن كوهين، في ولاية لوس أنجلوس الأميركية، حذاءً نسائياً بكعب عالٍ، كي يشعر بـ”عذاب المرأة التي تشكو دائماً منه”، ليوم كامل، فذهب به إلى العمل وتجوّل في الشوارع ودخل أحد المطاعم والمقاهي ساعياً للمزيد من التحدي.
بدأ كوهين التجربة من منزله، فارتدى الكعب العالي وانطلق إلى العمل قائلاً: “بدأت أشعر بالألم منذ اللحظة الأولى… إنه لألم غبي”. وبينما كان ذاهباً إلى العمل كانت أعين الجميع تنظر اليه، فمنهم من تقبّله ومنهم من ضحك ومنهم من أهانه.
براندن، الذي شعر بالفرق منذ بداية التجربة، أزعجته نظرات الموظفين له، حيث قال: “أشعر أن زملائي يوجهون لي نظرات تعبّر عن قلّة احترامهم لي، وهذا الأمر يزعجني، لأني قد أضطر أن أختار بين الاحترام وأن أكون لائق الملبس… إن هذا لمؤسف جداً”، مضيفاً: “هذه هي حياتي اليوم، إنه من الصعب أن تكون أنثى”.

ومن ثم شرب كوهين القهوة في أحد المقاهي، وقال: “لقد فهمت الآن لماذا النساء يتكبّرن في بعض الأحيان على الآخرين. إنني أشعر بأنني سأقوم بضرب أي شخص حالياً”. وخلال كافة مراحل التجربة، كان العديد من المتفرجين يتوقفون لمشاهدة كوهين، أطفالاً ونساءً ورجالاً، وحتى المتسوّلين، كما كان كثير من الناس في شوارع لوس أنجلوس يحاولون التقاط صور له عندما كان يتجول، ومنهم من لحق به للاستهزاء منه، فيما البعض الآخر أبدى إعجابه به لارتدائه الكعب العالي.
وفي نهاية التجربة، اعترف كوهين بأن ارتداء الكعب العالي ما هو إلا “مجرد عملية تعذيب صينية قديمة لكنها معاصرة”. وشرح أنه يشعر بالألم الشديد، حيث لا يستطيع الوقوف نتيجة عدم الاتزان طوال الوقت، وختم بالقول: “كانت لديّ خطط عديدة اليوم، كالذهاب الى أحد الملاهي للرقص إلى جانب العديد من الأمور الأخرى، لكني لن ولم أستطع تحمّل الألم”، وعبّر عن ذلك برمي الحذاء من شرفته.