ردّت الإعلامية اللبنانية، ديانا مقلد، على الهجوم الذي تعرّضت له عقب انتقادها وقفَ نشاط للمثليين على صفحتها على “فيسبوك”، مؤكدةً أنها لن تتخلى عن حقها في النقاش. وفي حديث لـ “العربي الجديد”، أكدت احترامها لمؤسستها الإعلاميّة وإدراكها لطبيعتها، بعد حملة طالبت بطردها من المؤسسة.
ويعود رد مقلّد إلى حملة هجوم إلكترونيّ ضدها، تضمّن تحريضاً بغية الطرد من العمل، وحملة بلاغات على “فيسبوك” أدت إلى حذف منشورها من قبل الموقع. كلّ ذلك، كان بسبب انتقادها في صفحتها على “فيسبوك”، يوم أمس، وقف أحد الأنشطة الثقافية للمثليين في لبنان بعد حملة ضد المجموعة، كان أبرزها موقف حاد من هيئة العلماء المسلمين، طرحت فيه مقلد عدة مسائل جدلية مثل زواج القاصرات والعنف الأسري وقوانين الإرث.
وتضمّنت حملة التحريض والتهديد مطالبةً بطردها من تلفزيون المستقبل (تابع لتيار المستقبل\سعد الحريري) الذي تعمل فيه منذ 23 عاماً.
وفي المقابل، تضامن ناشطون مع مقلد، والتي ردت بدورها على صفحتها قائلة: “ما كتبته في البوست السابق يمثلني وحدي ولم أحذفه لكن تبليغات فيسبوكية تسببت في ذلك. أنا صحافية في تلفزيون المستقبل، ولم أكن يوماً عضواً في تيار المستقبل وما كتبته لا يمثله بل يمثلني وعقد عملي يتضمن احترام شروط العمل لم أخل بها يوماً، لكنه لا يتضمن التزامات متعلقة بالقناعات التي لن أحيد عنها”.
في هذا الإطار، قالت الإعلاميّة ديانا مقلد لـ”العربي الجديد”: “السوشيال ميديا سمحت لنا بمناقشة أمور كثيرة، لكن هناك محاذير كثيرة أدركها جيداً. أنا أدرك تماماً أين أعمل، وأنا أحترم مكان عملي والجهات السياسية المشرفة عليه لكن لن أتخلى عن حقي في طرح ما أنا مقتنعة به. أنا لم ولن أسيء للمكان والمؤسسة التي أعمل فيها، لكن هناك حيّزاً من الحيوية ومن النقاش المدني وهذا أمر نحن بأمس الحاجة إليه ولن أتراجع أو أتخلى عنه خاصة بالأمور المتعلقة بحقوق الأفراد وحقوق المرأة والحريات والإعلام”.
وعن اعتبار البعض منشورات مقلد مستفزة وصدامية، تقول: “بحكم أننا في حقل جديد، وكما يحصل مع كُثر غيري، فإن المنشورات التي أكتبها على “فيسبوك” و”تويتر” تطوّرت وتغيرت مع الأيام، فمواقع التواصل الاجتماعي هي اختبار للرأي ولردات الفعل المباشرة والتي تكون في بعض الأحيان عنيفة وصدامية جداً كالذي حصل معي يوم أمس. إنها مساحة لاختبار تفاعل الآراء وصداها”.
وعن الهجوم الإلكتروني التحريضي الذي تعرّضت له، تضيف مقلد: “هذه ليست المرة الأولى التي أتعرض فيها لحملات، فقد سبق وتعرّضت لحملة شتائم مثلما حصل عندما انتقدت مواقف (الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله مؤخراً تجاه تشجيع الزواج المبكر والحملة ضد مثليي الجنس، لكن هذه المرة كانت الهجمة أعنف، فحجم التشويه والتهديد وردود الفعل كان كبيراً جداً”.
وتؤكد مقلد أن منشورها الذي لم تحذفه، بل “فيسبوك” مسحه، “هو ليس إلاّ تساؤلات عن بعض الممارسات التي يقبلها كثيرون لكنهم يرفضون في الوقت نفسه الدفاع عن حقوق مجموعة أو فئة، وتسليط الضوء على ممارسات موجودة وتعمل بها أنظمة ومحاكم إسلامية ذكرها المنشور الخاص بها على “فيسبوك”.
وتضيف: “نحن نحتاج إلى قوانين مدنية تساوي بين المواطنين وليس سلطاتٍ دينية مختلفة، وذلك مع مناقشة الكثير من المحظورات المفروضة علينا، ومن بينها قضايا دينية، ومع محاولة التفكير في سبل للإصلاح المجتمعي بشكل يقوم على قوانين مدنية عادلة وليس استناداً إلى أحكام دينية، لأن هناك مشاكل اجتماعية كثيرة بسبب إقحام الدين في قضايا الحياة وفي خصوصيات الأفراد”.
وعن الاتهامات التي طاولتها بأنها سخرت من الدين، ترد مقلد: “ما نشرته لامس السخرية عبر طرح نقاش وتساؤلات فقط، وأنا أعلم أن هناك مكانة أساسية للدين في مجتمعاتنا وهذا أساس النقاش، وأن يكون أي شخص ضد المثليين ولديه موقف سلبي تجاههم فهذا حقه، لكن أن يقوم بمنعهم وتهديدهم بالقتل منعاً للفتنة فهو شيء آخر تماماً، وكل ما حاولته هو الإضاءة على التناقضات في كيفية قبولنا لأحكام مجحفة مثلاً بحق النساء باعتبارها أحكاماً مبرمة ونرفض أن نجادل في حقوق مجموعات عديدة مهمشة في مجتمعاتنا أيضاً بسبب أحكام دينية مبرمة”.
عمر قصقص – العربي الجديد