مؤسس موقع صراحة لـ”العربي الجديد”: لا تخافوا على خصوصيّتكم

استطاع الشاب السعودي زين العابدين توفيق أن يدخل إلى كل منزل في العالم خلال أيام قليلة، بعد أن أسس موقع “صراحة” الذي نال اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ليلقبه بعضهم بـ “مارك زوكربيرغ العرب” بعد أن غدا الموقع ظاهرة تفشت في كل صفحات العالم الافتراضي خلال ساعات قليلة من انطلاقه.
هذا الموقع الذي خصّص للمصارحة بين الجميع من دون معرفة المُرسل ومن دون التمكن من الرد على المُرسل المجهول، أثار اهتمام الناشطين في العالم العربي، وهذا الأمر أكدته الأرقام الذي زودنا بها صاحب الفكرة والموقع زين العابدين، إذ تخطى عدد مشاهدات الصفحات الـ 240 مليون مشاهدة، فيما انتقد بعض انتشار هذا الموقع بطريقة جنونية، معتبرين أنه لا يقدم أي شيء مفيد. ويقوم الموقع على تسجيل حساب شخصي، من خلال إدخال البريد الإلكتروني وكلمة سرّ شخصية. عندها يحصل صاحب الحساب على رابط، يقوم بمشاركته على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وعندها يتمكن أي شخص عند الدخول إلى هذا الرابط من إرسال رسالة إلى صاحب الحساب يقول فيها كل ما في خاطره، من دون أن يتم الكشف عن هويّته.
“العربي الجديد” التقت مؤسس الموقع زين العابدين توفيق الذي شرح الفكرة التي دفعته إلى إنشاء هذا الموقع. ويقول: “إنّ الفكرة خطرت في بالي بعدما دخلت عالم الشركات ولاحظت أنه يجب أن يكون هناك تواصل جيد بين الرئيس والمرؤوس وبين الموظف وأصدقائه، ومن ثم تطورت الفكرة وفكّرت أنني لو أصبحت رئيس شركة في يوم من الأيام سأفتح صندوقاً أو موقعاً، ومن لديه اقتراح أو نقد بناء يمكن أن يضعه في هذا الصندوق/الموقع من دون التصريح عن هويته وذلك تفادياً للإحراج أو تخوفاً من سوء فهم مقترحاته”. ويتابع: “ثم قلت لماذا أنتظر أن أصبح رئيساً لشركة، فطورت الفكرة وقررت أن أتقاسمها مع العالم عبر إنشاء موقع عام ومفتوح كي يتبادل فيه الجميع الرسائل بدل الاستفادة منه بصفة فردية في المستقبل ونجحت فكرتي، والتي لم أكن أتوقع أن تنجح وتنتشر بهذه الطريقة السريعة والكبيرة”.

على الرغم من انتشار هذا الموقع إلا أنه تعرض لانتقادات لاذعة، خصوصاً عندما استخدمه بعضهم كوسيلة خفية للتعبير عن الحقد والشتم ضد أشخاص لا يستطيعون مواجهتهم. وعن الاستخدامات الخاطئة يقول زين العابدين إن رسالة الموقع واضحة وهي “اجعل نقدك بناء” والشتم يمكن أن يقال عبر تطبيق “واتساب” أو “فيسبوك” أو “تويتر” أو عبر “البريد الإلكتروني”، فالمواقع يمكن أن تكون سلاحاً ذا حدين “فالسيارة يمكن أن تقدم خدمة كبيرة للناس للتنقل لكن في الوقت نفسه يمكن أن تسبب أضراراً بشرية كارثية إن أساء أي شخص استخدامها”. وعن طريقة حل هذه المشاكل يضيف: “لا يجب ولا يمكننا حل هذه المشاكل عبر المنع لكن هناك طرقاً يمكننا العمل عليها للحد من هذه المشاكل في المستقبل”.
وعن تطوير الموقع في المستقبل، يؤكد توفيق “في جعبتي الكثير من الأفكار كي يتطور الموقع، ولا أستطيع الإفصاح عنها، لكننا نعمل على دراسة فكرة زيادة خاصية المشاركة للرسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها خاصية ليست إجبارية بل اختيارية”.

مع انطلاق الموقع انتشرت العديد من التطبيقات والأخبار التي تقول إنه في المستقبل سيُكشف عن هوية المرسلين، الأمر الذي أثار بلبلة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذا الأمر نفاه زين العابدين قائلاً: “أنا شخصياً لا أعرف من المُرسل، والهوية لا تسجل من الأساس، والدليل أننا في الموقع لا نطلب أي معلومات من المُرسل، كالاسم أو البريد الإلكتروني على غرار المواقع الأخرى”، مضيفاً: “يجب على المستخدمين الانتباه من كل التطبيقات الزائفة التي تروج لهذه الفكرة التي تؤثر على مصداقيتنا”.

الأرقام

ووفق الأرقام التي يكشفها زين الدين توفيق لنا، فقد دخل الى الموقع حتى اليوم أكثر من 18 مليون شخص وتخطى عدد الأعضاء 2.6 مليون مشترك، فيما وصل عدد الرسائل الى أكثر من 14 مليون رسالة.
أما عن الدول الأكثر استخداماً للموقع، فهي من مصر أولاً (8.5 ملايين زائر)، تليها تونس بمليوني مستخدم، ثالثاً المملكة العربية السعودية بـ 1.8 مليون مشترك، ليحتل لبنان المرتبة الرابعة بمليون زائر. أما سورية فحلّت في المرتبة الخامسة بـ 678 ألف زائر، تليها الكويت بـ 671 ألف زائر. أما عدد الزائرين من أميركا فقد بلغ 452 ألفاً، وفي ألمانيا 174 ألفاً، وفي فرنسا 100 ألف زائر، مما يشير إلى أن الموقع تخطى حدود العالم العربي.
أما عن الأعمار، فالفئة الأكثر استخداماً للموقع هي فئة الشباب إن صح التعبير، فبلغ عدد الزوار من عمر 24-18 الـ 9 ملايين شخص، ومن عمر 34-25 الـ 6.5 ملايين، و 44-35 الـ 1.2 مليون، و54-54 الـ 400 ألف شخص، 64-55 الـ 284 ألف شخص.

عمر قصقص – العربي الجديد