“أولادنا يلعبون في الموت”، هذا الشعار غدا محط لسان أغلبية الأهالي في العالم العربي، وكرّسته بعض المقالات والتقارير التلفزيونية التي عرضتها شاشات عربية ومحلية شاهدتها شريحة واسعة من الناس، وتحدّثت بشكل خاص عن لعبتي “الحوت الأزرق” ولعبة “مريم”. لعبة “مريم”، لا علاقة لها بالدعوة المباشرة الى الانتحار، وهي لعبة تسمى بالـ “TEXT Game”. فكرتها قائمة على شخصية “مريم” (الشبح) التي تاهت عن منزلها وعلى المستخدم مساعدتها للوصول إلى بيتها. وخلال تلك المرحلة، تطرح مريم أسئلة شخصية وسياسية على المستخدم، عليه أن يجيب عنها كي يستمر باللعب، أو قد تطلب منه الاستراحة والمواصلة بعد وقت لشعورها بالتعب. وعند الوصول، تطلب منه الدخول معها للتعرف على والدها. وترافق الأجواء الغامضة والألوان السوداء التي تتسم بها اللعبة، موسيقى مخيفة.
أما لعبة “الحوت الأزرق” والتي بات من الصعب تحميلها على الهواتف الذكية بعد أن استطاعت العديد من الدول حجب أغلبية الروابط الموجودة على الإنترنت، كما تم اعتقال مخترعها الروسي فيليب بوديكين (21 عاماً) بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
تبدأ أحداث هذه اللعبة كل يوم في تمام الساعة 04:20 صباحاً مع مراهق ما، وتدور شروط اللعبة حول ضرورة الاستيقاظ كل يوم في 04:20 لتنفيذ أوامر الشخصيات في اللعبة. تستمر مدتها 50 يوماُ أي (50 مهمة، بمعدل مهمة كل يوم)، تبدأ بنقش رمز “F57” على ذراع اللاعب بأداة حادة، وتنتهي بطلب الانتحار من أعلى مبنى قد يستطيع اللاعب الوصول اليه. وقد راح ضحية اللعبة أكثر من 137 شخصاً حول العالم.
شركات مواقع التواصل الاجتماعي كانت أول من حارب هذه اللعبة، البداية كانت مع “إنستغرام” ثم “فيسبوك” وبعدها “غوغل”، وذلك عبر ظهور رسالة لدى البحث عن وسم Bluewhale#، تشرح عن خطورة اللعبة وتقترح عليك الاتصال بالدعم لمساعدتك. كما حجب موقع غوغل جميع الروابط التي تؤدي الى اللعبة.
الأخصائية الاجتماعية في لبنان غنوة يونس تؤكد لـ “العربي الجديد” أن “عدد الحالات اليومية التي نشهدها من مراهقين يحاولون الانتحار أو من أطفال يعانون من اضطرابات نفسية نتيجة ألعاب الموت أو فيديوهات الرعب يزداد بشكل غير مألوف، وهذا الأمر يشكل خطرا على المجتمع، إذ يعيش الطفل حالياً في العالم الافتراضي، وتستحوذ الألعاب الإلكترونية وبعض مواقع التواصل الاجتماعي على الوقت الأكبر في حياته منذ عمر السنتين”. وتضيف: “يفقد الطفل يوماً بعد يوم الطاقة الحركية كما تؤثر هذه الألعاب على نمو الطفل الذي يجب أن يكتسبه جراء اللعب التقليدي”.
الأهل والمدرسة والدولة يجب أن يعملوا كشركة واحدة لحماية الأطفال والمراهقين، بحسب يونس، إذ لكل واحد منهم دور لكن النتيجة واحدة وهي “حماية الطفل والمراهق”. وتضيف: “تقع الأهمية الكبرى على عاتق الأهل، إذ يجب مراقبة ومتابعة الطفل ومعرفة ما يشاهد ويلعب على الهواتف الذكية. وهذا الأمر للأسف غدا شعارا فقط، إذ يلتزم الأهل أياما فقط بالمراقبة ومن ثم تبدأ بالتقلص شيئا فشيئا، فالأهل يجب أن يكونوا على دراية ووعي ومعرفة مضار هذه الساعات الطويلة التي يقضيها الطفل جالساً أمام الجهاز، أما دور المدرسة فيجب أن يكون توعويا جماعيا، وذلك عبر حصص أسبوعية تشرح للطالب مضار الانخراط بألعاب الموت، كما تجب مناقشة الطلاب لأن هناك طلاب يخافون الاعتراف مباشرة”.
وعن دور الدولة تقول يونس: “للدولة دور مهم، فيجب أن تموّل وتسهّل الحملات التوعوية وأن تمنع أو تضبط جميع الألعاب التي قد تؤذي المراهق، كلعبة الحوت الأزرق التي ترتبط مباشرة بسيرفيرات أجنبية”.
عمر قصقص – العربي الجديد