سيكون اللبنانيون في شهر يوليو/ تموز المقبل على موعد نظرياً مع صحيفة محلية جديدة ستبدأ بالصدور تحت اسم “نداء الوطن”. الصحيفة يملكها رجال الأعمال اللبناني ميشال مكتّف، بعدما اشترى امتيازها من رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، الذي بدوره كان قد اشتراها من مؤسسها هنري صفير مطلع الألفية الجديدة.
ملامح الصحيفة لا تزال حتى الساعة غامضة باستثناء بعض التفاصيل، مثل رئاسة التحرير التي يتولاها الصحافي اللبناني بشارة شربل، القادم من رئاسة تحرير صحف عدة كـ”الراي” و”الجريدة” الكويتيتين و”البلد” اللبنانية، واستلام الصحافية/ الشاعرة جولي مراد لرئاسة قسم الثقافة والمنوعات. أمّا باقي الأسماء فلم تحسم بعد، لا من ناحية مدراء التحرير، ولا رؤساء الأقسام ولا المحررين، علماً أن بشارة شربل تواصل مع عدد من الصحافيين اللبنانيين، مثل يوسف بزي، وحازم صاغية وغيرهما، من دون أن تثمر هذه اللقاءات عن أي اتفاق، لأسباب مختلفة، وفق ما علمت “العربي الجديد”، بينها التدخّل الشخصي للناشر وصاحب الصحيفة ميشال مكتّف في كل التفاصيل، وهو ما يشي، بحسب المصادر، بتدخلات شبيهة ستشوب العمل التحريري بعد الصدور، إلى جانب غياب هوية متناسقة للصحيفة، حيث سيعمل كل قسم بشكل مستقل عن الآخر، تحت إدارة مدير تحرير منفصل لكل قسم من أقسام الصحيفة، وهو ما قد يخلق اضطراباً في هويتها. ومن المنتظر أن يبدأ التوظيف الرسمي في شهر مايو/ أيار المقبل، أي قبل شهرين من الموعد المحدد للصدور.
عن الخطّ التحريري والتمويل السياسي للصحيفة، يقول بشارة شربل لـ”العربي الجديد”: “صاحب الجريدة ميشال مكتف، هو رجل أعمال معروف في لبنان وصاحب قدرة مالية معروفة، وبالتالي هو الممول لهذه الجريدة، بينما توجهها يمكن اختصاره بالسيادي الاستقلالي”. لكن هل يعني “الخط السيادي الاستقلالي” تأييد الصحيفة لخطّ ما يعرف بـ14 آذار؟ يقول شربل: “بعيداً عن الدخول في مسميات، إن ثوابت الجريدة ثوابت وطنية قامت أساساً عليها 14 آذار، وليست 14 آذار بما آلت إليه”. إلا أن مصادر “العربي الجديد” تؤكد أن “الخط السيادي” تقابله خطوط حمراء إقليمية ومحلية، بينها منع التعرّض للنظامَين السعودي والإماراتي بأي نقد، ومحلياً فإن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، أحد الخطوط الحمراء أيضاً.
وعن تراجع قراء الصحف الورقية ومبيعاتها وتوجههم إلى المواقع الإلكترونية، يؤكّد شربل: “الصحيفة لن تصدر فقط ورقية، بل ستكون في الوقت نفسه منصة إلكترونية”. ويضيف أنّ “مشروع الجريدة الورقية يتعلق، بحسب اعتقادنا، بعدم انتهاء الصحافة، وأنه في الإمكان تجديد منشوراتها، إذا قامت بمقاربة جديدة لعلاقتها بالقارئ، خاصة أنه ثبت أن المصداقية ما زالت تقريباً محصورة في الصحافة الورقية، والقدرة على التأثير ما زالت موجودة في الصحافة الورقية، ويصلح هذا الأمر في لبنان أيضاً، كما يصلح في الولايات المتحدة، وفي أي مكان آخر”. وفي ما يتعلق بإمكانية استمرار الصحيفة لخمس أو ست سنوات مستقبلاً، يقول شربل: “الجريدة وجدت لكي تستمر، لأنه طالما توجد ما تسمى قضية قيام الدولة واستكمال قيام الدولة في مختلف الأركان، تبقى هناك قضية في لبنان. وهذه الجريدة لأنها صاحبة قضية فستستمر، ولن نكون محايدين في هذا الموضوع”.
لكن لماذا اشترى مكتف امتياز “نداء الوطن” تحديداً؟ يجيب شربل: “(نداء الوطن) اسم مقبول وله وحي، لكن المشروع سيكون لصحيفة جديدة لا علاقة لها بـ(نداء الوطن) القديمة، التي تم شراؤها كامتياز بعملية تجارية بسيطة بين مكتّف وميقاتي”. ويأتي صدور الصحيفة في وقت شهدت الساحة اللبنانية توقف صدور 5 صحف، هي “السفير” والنسخة اللبنانية من “الحياة” اللندنية، و”الاتحاد”، و”المستقبل”، وإقفال “دار الصياد” التي كانت تصدر صحيفة “الأنوار”.