::عمر قصقص::
يتجه العديد من المذيعين والمذيعات العرب في برامجهم التي تدور حول فكرة مناقشة قضايا المجتمع إلى الخروج عن المألوف والدخول في تجارب غريبة وذلك لكسب نسب مشاهدة عالية.
كما أن هذه التجارب غير المألوفة هي مادة دسمة للمواقع الإلكترونية لجذب أضخم عدد من مستخدمي الشبكة العنكبوتية، حيث تتصدّر خانة الأكثر قراءة على أغلبيّة المواقع العربيّة والعالمية، إلى جانب حجم الضجة الافتراضية وإثارة الجدل التي تحظى بها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان آخر هذه التجارب الغريبة دخول المذيعة بسمة وهبة خلال برنامجها “هي مش فوضى” الذي يعرض على قناة Ten Tv أحد القبور مدة ساعة، في محاولة منها لاستطلاع ما يحدث داخله، بعد أن ورد خبر الى فريق الإعداد أن هناك أصوات غريبة ومخيفة تصدح من داخل القبور، أي “أصوات من العالم الآخر”. وبعد عرض التقرير لم تتمالك بسمة دموعها على الهواء، وهي تروي تفاصيل تجربتها داخل القبر فقالت “أنا شفت الدنيا صغيرة ما بتساويش ولا حاجة، لا المشاكل ولا الحروب ولا الطمع ولا الغش ولا الحسد”.
وأضافت “أنها تلت عدداً من آيات القرآن، أثناء تواجدها داخل القبر، لتخفيف وحشة القبر، والتغلب على ظلمته”. وختمت: “كانت تجربة غير سهلة، وإحساساً صعباً لا يوصف، ولكن علمتني التجربة درساً لن أنساه في حياتي، وهو أن لا شيء في الدينا يستاهل نزعل عليه لا الفلوس ولا السلطة ولا أي حاجة”.
كل ذلك تعلّمت بسمة وهبة في ساعة واحدة، من تجربة، حتى الساعة لا يبدو واضحاً مغزاها باستثناء تكريس مفهوم “الخرافات” في الإعلام العربي، ورفع نسب المشاهدة ولو كان ذلك على حساب عقل المشاهد، واستغلال مشاعره الدينية البديهية في العالم العربي، وخوفه التلقائي من الموت و”الحياة الأخرى”.