“دب في جرود عرسال” هكذا تفاعل اللبنانيون مع الفيديوهين اللذين نشرهما الصحافي البيئي مصطفى رعد على صفحته الفيسبوكية. في الفيديو الأول يظهر ديسم (صغير الدب) يمشي على طريق داخل أراض مزروعة، والفيديو الثاني يظهره وهو يلعب على الثلج في جرود عرسال، وإلى جانبه كلب.
وعلق رعد على الفيديوهين “ظهور ديسم من فصيلة الدب البني السوري في جرود عرسال. في هذا التوقيت أيضاً ظهر ديسم مع والدته في العام 2017 في المكان نفسه، وفي العام 2016 أيضاً، بسبب قرب الحدود السورية من الحدود اللبنانية”.
والدب البني السوري، وفقاً له، “جزء أساسي من البرية اللبنانية، ولكن الصيد الهمجي أدى إلى انقراضه في لبنان”.
“العربي الجديد” تواصلت مع الصحافي مصطفى رعد الذي أكد أن الفيديوهين صحيحان، وقد قام بإجراء تحقيق لمجلة newsweek في العام 2016، باللغة الإنجليزية، عن الدبين بالو (21 عاماً) وتيدي (18 عاماً) الموجودين في محمية بمنطقة عاليه اللبنانية.
وأضاف أن سلالة الدب بالو اكتشفت في لبنان عام 1828 في غابات جبل المكمل. وشوهد للمرة الأخيرة في العام 1985 في بلدة بشرّي، قبل أن يستطيع الدكتور منير أبو سعيد، خبير في علوم الحيوانات وأستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية، فك أسر دبين من النوع نفسه، وهما تيدي وبالو من سيرك إيطالي متجول، وإعادتهما إلى المحمية.
وقال رعد إن بالو يعيش مع تيدي منذ عشر سنوات ولم يتمكنا من الإنجاب، ويعد هذا أمراً خطيراً، لأن هذا النوع من الدببة مهدد بالانقراض. ولا يعرف إن كانت توجد دببة أخرى من نفس نوعه في البرية اللبنانية”.
التحقيق يسلط الضوء على منير أبو سعيد الذي يساعد الناس على فهم أهمية الحيوانات البرية في النظام البيئي، وكيف يقوم الطلاب والمتطوعون بمساعدته على العناية بالحياة البرية في لبنان، التي تعاني الصيد الجائر وتجاهل البشر. كما يعطي التحقيق تفاصيل عن “بالو”، الدب السوري، وهو من سلالة الدب البني، موطنه الأصلي في الشرق الأوسط والقوقاز، وشوهد في لبنان، وأرمينيا، وأذربيجان، وجورجيا، وتركمانستان، والعراق، وإيران، وتركيا.