::عمر قصقص::
رونالد اسحق، هو لبناني عمل في شركات عالميّة ضخمة مثل “ألكاتل-لوسنت”، “بوز” وكان اخرها شركة “آبل” التي شرّعت له أبوابها عام 2008، فتبدّلت مهمّاته أكثر من مرة في الشركة، حيث ترقّى في عدة مناصب خلال الأربع سنوات، حتى اصبح مسؤولاً عن قسم الصوت، فادخل مكبّرات الصوت على منصّات اجهزة “ماك”، كما طوّر واضاف تحسينات عدّة إلى الواجهة الأماميّة لتقنية “SIRI” والتي تعني “المساعد الشخصي الذكي” لمستخدمي هواتف آيفون.
لكنّ حلم وطموح اسحق دفعاه إلى الاستقالة من “آبل” في كانون الأول 2013، بعدما اخترع جهازاً لتحسين تطبيق “واتساب” الشهير، أطلق عليه اسم “Rise Device”، بعدما لاقى استحسان المهتمين بالتكنولوجيا والسلامة العامة.
يقول رونالد في مقابلة للـ”العربي الجديد”، إنّ الفكرة انطلقت من ظروف عمله مع “آبل”، ويضيف: “جعلني اقود يومياً لاكثر من 45 دقيقة كي أصل الى الشركة، حيث كنت خلالها اراقب الناس العالقين في زحمة السير”.
ويتابع: “كنت اسأل نفسي دائما لماذا يلجأ هؤلاء الناس إلى التمسّك بهواتفهم الخلويّة أثناء القيادة؟ ذات يوم اضطررت الى استخدام الهاتف وانا اقود، وكدت ان اتعرض لحادث كبير، كان ذلك بمثابة صفعة ايقظتني لخطورة الامر، فقررت المغامرة”.
ولاحظ رونالد وبحسب الاحصاءات أنّ عدداً كبيراً من الأشخاص الذين تراوحت أعمارهم بين 16 و19 سنة يموتون يومياً نتيجة انهماكهم بكتابة الرسائل عبر الواتساب أثناء القيادة. ويقول: “لم اجد في السيارات القديمة ولا الجديدة أجهزة تقرأ الرسائل المكتوبة، مما دفعني الى اختراع جهاز “Rise Device” محققاً بذلك حلمي”.
وعن مميزات هذا الاختراع يشرح اسحق للـ”العربي الجديد”، “أن هذا الجهاز لا يعمل الا اذا كانت يدا السائق قد ثبتتا على مقود السيارة، فإذا أُرسِلت للسائق رسالة، يقوم الجهاز الصغير الذي يُثبت خلف المقود، برصد حركة يديه عبر مستشعريْن، كما يتأكد من الرأس اذا كان ينظر الى الأمام”.
ويضيف: “كما أن الجهاز يعمل على جميع السيارات والهواتف، ويُتيح التواصل مع الآخرين عبر الواتساب وسائر التطبيقات الاخرى، شفهياً أثناء القيادة، وفي جميع اللغات واللهجات حتى اللغة المحكيّة بأحرفٍ أجنبيّة بما تُعرف بلغة الـ”Chat”، فعند تحريك أصابع اليد اليمنى يقرأ الجهاز الرسالة وعند تحريك أصابع اليد اليسرى يقوم الجهاز بقراءة الرسالة الثانية بطريقة تلقائيّة دون الحاجة إلى النظر إليه، كما يحوّل الرسائل من صوتيّة الى مكتوبة للرّد على الشخص المرسِل”.
مميزات الجهاز لن تتوقف عند هذا الحد. ويقول إسحق: “سنسعى بالمستقبل الى مزيد من التحسينات، فمثلاً عند القيادة في حالة غير سويّة، يُرسل الجهاز رسالة او ايميل الى اقرب شخص موجود على الهاتف كي يبلغه بذلك. وأيضاً سنزوّد الجهاز بكاميرا حراريّة تستطيع كشف حرارة الوجه ومعرفة ان كان السائق تحت تأثير الكحول أو النعاس أو في حالة عصبيّة وهو يقود، عندها يعطي اشارات اهتزاز على المقود، وبالاضافة الى تثبيت اليدين يُشترط لعمل الجهاز ان يكون السائق يضع حزام الامان”.
وتحفيزاً للشباب يقول رونالد: “سأعمل جاهداً لافتح مكتباً في لبنان، يختص ببرمجة الجهاز وتحديثه، واستثمار العقول الشبابيّة البارعة في هذا المجال، والعنصر الانثوي بشكل خاص لما لديه من قدرات في عالم التكنولوجيا.
ويختم اسحق: “سأعرض الجهاز على شركة “فايسبوك” التي بدورها اشترت الـ”واتساب” وذلك بعد اعتماده بالاسواق في الـ 2015، وقد تصل كلفة انتاجه الى حوالي مليون دولار، كما سيتم تصنيعه بالصين، لانخفاض تكلفة انتاجه فيها، وسيبلغ ثمنه حوالي الـ 150$، حيث سيوزع في جميع انحاء العالم، وفي العالم العربي بشكل خاص”.