::عمر قصقص::
“في يوم وليلة” تبيّن أن أجواء الوئام والمحبة التي تعيشها القنوات اللبنانية غير حقيقية. فبعد الإشكال الكلامي بين قناة “الجديد” وجواد نصرالله نجل أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله”، إثر انتقاد القناة عصبية والده في خطابه الأخير، دخلت LBCI على الخطّ.
في نشرتها المسائية ليلة الثلاثاء، عرضت LBCI تقريراً للزميلة ريما عسّاف، تحدّثت فيه عن علاقة القناة بـ”حزب الله” منذ العام 2006. استعرض التقرير “الشعر” الذي قيل في نصرالله خلال هذه السنوات شهر العسل بين الطرفين، الذي لم يتعكّر إلا في مرات نادرة جداً. إلى جانب استعادة علاقات “البيزنس” بين مالك القناة تحسين خياط والحزب.
قناة “الجديد” ردت على LBCI قائلة له “خللي عينك عالجديد” ليل الثلاثاء. ويتوقّع أن تردّ القناة على التقرير الذي تجاوزت مدّته 4 دقائق (وهو ما لا يحصل عادة في LBCI). أما في نشرتها ليل الأربعاء، فقد بثّت القناة تقريراً مدّته ثماني دقائق.
وممّا قالته “الجديد” في التقرير: “الحقيقة أن الشيخ بيار الضاهر مال منذ أن كان عنصراً ميليشياوياً مأموراً من سمير جعجع، مع كل ريح سلطوية لفحت لبنان، فبدأ قواتياً ببدلة عسكرية وبندقية يهين اللبنانيين على الحواجز، وحينما دخل سمير جعجع الى السجن، شرقت شمس الـ”أل بي سي”، كما أرادها النظام السوري، وتغير كل الموضوع”.
فهل ما حصل رد بيار الضاهر (رئيس مجلس إدارة LBCI) على السخرية التي شنتها قناة “الجديد” على محطته بعد الأخطاء التي وقعت فيها نشرة الطقس؟
ينفي الضاهر في حديث مع “العربي الجديد” ذلك: “أنا لا أتوقف عند هذه التفاهات، ولكن مشكلتي الأساسية هي كيف استيقظت النخوة الإعلامية فجأة! فلماذا لم تنتقد هذه القناة المقاومة للحظة منذ 6 سنوات، في حين كانت تقدم الإرشادات للناس في مقدمات نشرتها ولمختلف طوائفهم وكيف عليهم التصرف، في حين لم تدع أحداً يقترب من المقاومة”، ويتابع: “لكن من السبت الماضي وحتى اليوم وهي تعطي دروساً للمقاومة، هذه النقطة استوقفت العديد من المشاهدين؛ متسائلين ما الذي حصل كي يكون هناك مثل هذا الانقلاب”.
ويقول الضاهر “أنا لم أهاجم المحطة، ولكن كمواطن لبناني أود معرفة ما حصل. من خلال هذا التقرير أعطينا بداية جواب، وقلت إن هناك حدثاً مهماً حصل في البلد بين حزب سياسي كبير وبين محطة محترمة، والسؤال لماذا ابن حسن نصرالله شخصياً تدخل بالموضوع؟”. ويختم بالقول إن “أي معلومة جديدة ستتوفر لي سأعرضها دون تردد كي يفهم الناس ما يحصل”.
من جهته، يقول مدير عام قناة “الجديد” ديمتري خضر في حديث لـ “العربي الجديد”، إن “التقرير الذي بثته قناة LBCI ليس بتقرير صحافي، بل هو رواية خيالية لا تستند إلى أي وثيقة، ولكن هناك بعض من الحقيقة، إن آل خياط لديهم عمل في أربيل. لكن لا علاقة لهذا العمل بحزب الله”.
ويُضيف خضر “إن كان حزب الله قويًا ليسيطر على أربيل في العراق، فهناك مشكلة كبيرة جداً، “لكن هذا الكلام مليء بالمغالطات ولا يستند للحقيقة”. ويضيف: “الجديد” ليس لديها مشكلة مع أي طرف سياسي، ولكن لها موقفها السياسي المحدد، وتعبر عنه يومياً، لكنها في الوقت نفسه ليست بوقاً إعلامياً لأحد”.
ويقول أنّ “هناك سلسلة من المواقف الشجاعة قامت بها المحطة، لم يتجرأ بيار الضاهر على أخذها، فنحن دافعنا عن المخرج شربل خليل (يعمل في LBCI) في الحادثة الأخيرة في حين لم تدافع عنه قناته، وعندما أقفلت قناة MTV وقفنا إلى جانبها، وفي 7 أيار/مايو عندما أحرقت قناة “المستقبل” اتصلت شخصياً بمديرها، وقلت له “تعوا طلعوا من عنا” في حين لم يقم بيار الضاهر بأي مبادرة، إلى جانب اعتقال “تحسين خياط” عند تواجد السوريين في لبنان، فأين كان بيار الضاهر حين ذاك؟”.
“الجديد” تصرف موظّفين
لكن بعيداً عن هذه المناكفات، تزامن هجوم نجل نصرالله على قناة “الجديد” مع صرف القناة لعدد من الموظفين. حيث يؤكّد مصدر من داخل المحطة، أن إدارة التلفزيون استغنت عن خدمات بعض الموظفين، مقابل وعود بتغطية رواتب ثلاثة أشهر مع التعويضات الصحية ونهاية الخدمة.
ويقول أحد العاملين في القناة في اتصال مع “العربي الجديد”: “استغنت إدارة التلفزيون عن بعض الموظفين في قسمي المونتاج والتحرير. إلا أن الأشخاص الذين وجهت إليهم الإدارة بلاغ الصرف، يمارسون عملاً ثانياً خارج دوام التلفزيون”. ويتابع قائلاً: “حتى الساعة لم يستلم أي من هؤلاء أي مرتب، حتى الذين ما زالوا يعملون مع القناة بشكل طبيعي، وعادة ما يستلم الموظفون رواتبهم في 25 أو 26 أي قبل أسبوع تقريباً من نهاية الشهر. وهو ما لم يحصل بعد. وتزامناً مع عمليات الصرف بحجة الأزمة المالية، يقوم التلفزيون بإعادة الهندسة الداخلية لبعض الأقسام داخل القناة منها غرفة الأخبار”.