::عمر قصقص::
منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، تحوّلت الأغاني الوطنية إلى موضة بالنسبة للفنانين السوريين. وها هي رويدا عطية أيضاً تركب الموجة، مع أغينة “بسورية شو عملتو؟” من كلمات الشاعر اللبناني كمال قبيسي، وألحان فيصل المصري.
صوّرت عطية تحضيرات الأغنية في أحد استديوهات الصوت، مرفقة بمقاطع فيديو تظهر الدمار في سورية بالإضافة الى دخول جبهة النصرة وداعش المعارك، إلى جانب صور ثابتة لأطفال يبكون وأخرى تظهر الدمار في المدن السورية ومنها حلب…
تنطلق الأغنية من فيديوهات قصيرة لسورية وهي تضج بالناس في الشوارع والعمال وقلعاتها التراثية الجميلة. ومن ثم يقطعها فوراً دخول سيارات “داعش” إلى البلاد، فيبدأ الدمار وتكسير التماثيل مرفقة بمقاطع لجوامع تقصف وتهدم. هنا تبدأ كلمات رويدا يإيقاع بطيء”يلي البلد بعتوا.. وترابها انكرتوا.. ما ضل فيها عين.. إلا وبكيتوا.. جبتولنا الأغراب، افتحتوا إلهن البواب، ضاع الأمان وغاب… بسورية شو عملتوا؟”.
بعد ذلك تخرج الأغنية عن سياقها وتدخل فوراً بلحن أغنية “غابت شمس الحق” الشهيرة للمطربة جوليا بطرس وألحان زياد بطرس. وهو ما أكده الناقد الفني سليمان اسطفان بعدما سمع ودقق في الأغنية مرات عدة. وقال في حديث مع “العربي الجديد”: “نعم هناك توليفة حصلت بين الملحن والموزع لأنّ اللحن كلاسيكي وأضيفت عليه أنماط موسيقية بآلات موسيقية مألوفة، فاستعملا بطريقة ذكيّة بداية “كوبليه” من مقطع أغنية “غابت شمس الحق” ومقطع من نشيد “ستهزمون” لإضافة نكهة ثورية على الأغنية”.
وبعيداً عن التشابه الكبير بالألحان، نعود إلى سياق وكلمات الأغنية. يبدو موقف رويدة عطية، منحازاً بشكل مخيف: “اصحوا يا سوريين.. رسالة محبي الدين.. إسلام ومسيحيين.. أهل الوطن انتوا.. جبتولنا الأغراب، افتحتوا الهن البواب، ضاع الأمان وغاب بسورية شو عملتوا؟”. تلوم عطية الشعب السوري، تلوم “داعش” و”جبهة النصرة” وحدهما، ولا كلمة واحدة، ولا صورة واحدة عن جرائم النظام. ولا لقطة واحدة لبرميل طائر يتساقط على رؤوس الأطفال والمدنيين.
وهو ما يبدو متوقعاً، بعد تصريحات عطية المتكررة عن ثقتها بـ”قدرة الرئيس السوري بشار الأسد في العبور ببلده إلى بر الأمان، والقضاء على الفتنة التي تهدف إلى تخريب سورية”.
وفور إطلاق الأغنية غصّت مواقع التواصل الاجتماعي، بعدد كبير من التعليقات الشاجبة لها، فعلّق كريم كرم على الأغنية “كان لازم تحطي شي صورة للأسد وحزب الله وإيران وتسأليهم بسورية شو عملتوا؟.!” فيما غرد مصطفى خالد “رويدا عطية عاملة فيديو كليب بتجيب صور المدن المهدمة بسبب البراميل وبتحط بعدا صورة الدواعش”.