::عمر قصقص::
لا نبالغ إن قلنا عن الإعلانات إنها الأكثر إزعاجاً للمشاهدين في شهر رمضان، فأصبحت مدة عرضها أطول من مدة عرض المسلسلات نفسها. وهذا العام، ضرب أصحاب المحطات التلفزيونية القاعدة العالمية للفواصل الإعلانية عرض الحائط، والتي تنص على أن تكون لكل ساعة من المادة التلفزيونية 8 دقائق مخصّصة للإعلانات أي لا يزيد حجم المحتوى الإعلاني عن 10 بالمئة من المحتوى الإعلامي. لكن ما يحصل العكس تماما فلكل 52 دقيقة من الإعلانات 8 دقائق فقط للمادة الإعلامية.
فيما أصبحت الإعلانات التلفزيونية على أغلبية المحطات كالمسلسلات، يشتد فيها التنافس خلال شهر رمضان لأنه الموسم الأغنى والذي تكثر فيه متابعة الأعمال. فظهرت الإعلانات هذا العام بصورة مغايرة كليا عما سبق، فعمدت بعض الشركات إلى ابتكار إعلانات تحمل جوانب فنية-كوميدية، إلى جانب التطور في استعمال أحدث التقنيات والكاميرات ما يسمح لجودة الصورة بأن تتغير كلياً.
واللافت هذا العام، تغيير خريطة توزيع الإعلانات في رمضان حيث شهد القطاع الإعلاني انتعاشاً في الأسبوع الأول من الشهر على عكس المعتاد، حيث تُؤجل الشركات المعلنة حملاتها للأسبوع الثاني أو الثالث من الشهر كي تستقر وتوضح عند المحطات أرقام المشاهدة، فتحدد حينها كثافة الإعلانات وسعرها وعلى المحتوى الأكثر مشاهدة.
لكن بعض القنوات والفضائيات اختارت طريقتها الخاصة لجذب المشاهد، وروجت لنفسها ولمسلسلاتها وبرامجها بطريقة مختلفة: غياب الإعلانات، خلال عرض العمل الدرامي. وهو ما فعله مثلاً “التلفزيون العربي”، وقد اعتمد على الترويج لأعماله مع عبارة “من دون فواصل إعلانية”، وهو ما جعل كثيرين يفضلون متابعة الأعمال على شاشته.
كذلك الامر بالنسبة لبعض المسلسلات على قناة osn دراما، فعلى سبيل المثال نشاهد مسلسل “العراب ـ نادي الشرق” عند العاشرة من مساء كل يوم (بتوقيت الدوحة وبيروت)، فيما يكون عرضه على قنوات أخرى متقطعا بعدد من الإعلانات، وهو ما يجعل المشاهد يتوجّه تلقائياً إلى المحطة الخالية من الإعلانات.
لكن باستثناء بعض المحطات القليلة، تغرق كل القنوات في عشرات الإعلانات عن حملات التبرع للفقراء والمحتاجين، وإعلانات الشوكولاتة، والمطاعم والمشروبات الغازية، والاتصالات. وهو ما دفع قسماً كبيراً من المشاهدين إلى التوجه إلى شبكة الإنترنت، وتحديداً موقع “يوتيوب” لمشاهدة المسلسلات من دون اي فاصل إعلاني.