::عمر قصقص::
في الوقت الذي يحيي فيه اللبنانيون الذكرى التاسعة لعدوان تموز الدموي، والذي أدّى إلى استشهاد آلاف اللبنانيين، ها هي صورة لشباب لبنانيين يشاركون في مسابقة Ultra Music Festival الغنائية التي تقام في كرواتيا بجانب متسابقين إسرائيليين، رافعين العلمين بكل سرور وفخر، متناسين أن الدستور اللبناني لا يزال يعتبر إسرائيل عدواً. هذه الصورة نشرتها صفحة StandWithus على “الفيسبوك”، وهي جمعية إسرائيلية تثقيفية تعزز فكرة المجتمعات الإسرائيلية عبر مواقع التواصل والإنترنت والأشخاص الذين تتكلم بأسمائهم، معلقة عليها “اللبنانيون والإسرائيليون جنباً الى جنب في مسابقة Ultra Music Festival في كرواتيا، مثال آخر كيف توحد الموسيقى العالم”.
لم تسلم هذه الصورة من تعليقات اللبنانيين الشاجبة والرافضة لها، فكتب جو بوفاضل “العالم يتحرك بالقانون لا بالموسيقى ويجب على الشعب أن يضغط على الحكومات حتى لا تسرق إسرائيل مياهنا وأن تتوقف عن إرسال الطائرات التي تتجسس علينا وعلى قوات الأمم المتحدة.. بهذه الطريقة يظهرون حبهم للفلسطينيين واللبنانيين”. كما علق محمد رسلان “الحبس بانتظاركم يا خائنين، وأي اتصال مع العدو يعتبر خيانة، ونحن لا نعترف بوجود إسرائيل فكيف نتصور معهم، لأن الذي يحتل بلداً ليس لديه شعب ودولة بل مخيم”.
ظهور النجوم اللبنانيين مع الإسرائيليين في المحافل الدولية ليس غريباً، إلا أن ظهورهم في صورة واحدة قد يعدّ أمراً غير مألوف، ويثير غضب اللبنانيين، والذي وصل حتى المطالبة بتجريد صاحب الصورة من جنسيته ومحاكمته. وتعود أول صورة تجمع لبنانية وإسرائيلية إلى عام 1955 حيث ظهرت ملكة جمال لبنان هانيا بيضون، بنظيرتها الإسرائيلية في وقت لم يكن دم العرب قد جفّ بعد حرب 1948 الإسرائيلية، والتي لم يسلم منها الشعب اللبناني أيضاً.
كذلك أثارت صورة ملكة جمال لبنان 2014 سالي جريج في مدينة ميامي الأميركية خلال مشاركتها بمسابقة ملكة جمال الكون، والتي جمعتها مع نظيرتها الإسرائيلية دورون مطلون، في صورة “سيلفي” جدلاً واسعاً بين اللبنانيين، فذهب بعضهم إلى حد المطالبة بسحب اللقب منها، إلا أنها أكدت أنها كانت تلتقط الصور مع ملكات أخريات، وفجأة تسللت الملكة الإسرائيلية بمخطط واضح، حيث كانت قد جهزت هاتفها لالتقاط صورة.