انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء أمس الجمعة، صور تظهر عدداً كبيراً من المسلحين الملثمين بلباس موحد في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، ما أثار موجة من الخوف والذعر بين اللبنانيين الذين بدأوا بالتساؤل عن الأمن الذاتي في ظل غياب الجيش اللبناني والقوى الأمنية.
بعد ساعات، تبين أن هؤلاء الملثمين “قوّة ضاربة في حزب الله” اسمها “فرع الأمن الاجتماعي”، وانتشروا في الشوارع لتنفيذ حملة مداهمات تستهدف تجّار المخدرات والمخلين بالأمن في منطقة برج البراجنة، بعد اجتماع بين قيادتي “حزب الله” و”حركة أمل” قررا على إثره رفع الغطاء عن المخالفين.
كما انتشر بيان صادر عن أبناء وسكان منطقة برج البراجنة جاء فيه “من أهالي وسكان برج البراجنة الشرفاء إلى من أخذ القرار بفرض قوة الحق والإيمان والأخلاق في منطقتنا… اليوم رأينا بأم أعيننا رجالكم بين منازلنا… مروا بقربنا فجعلوا قوتهم وبأسهم أمناً، وشحنوا صدورنا غيظاً، فقوموا إلى إحقاق الحق ونشر المبادئ التي استشهد رجالنا لأجلها”.
وتابع: “أبناؤنا في أمانتكم، ونحن معكم حتى ينقطع النفس، وسلاماً لنا ولأبنائنا… أنتم أبناؤنا ونحن نشد على أيديكم ونحن إلى جانبكم في مسيرتكم لفرض الأمن والطمأنينة في أحيائنا ومنع عصابات ومروجي المخدرات من أخذ أبنائنا وفلذات أكبادنا إلى الهاوية”.
هذه الصور لم تمر مرور الكرام على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل غياب القوى الأمنية الشرعية عنها. وانقسم الرأي العام اللبناني بين مرحّب ومستاء من “انعدام هيبة الدولة”، وشن العديد من الناشطين هجوماً على رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، الذي وعدهم بـ “العهد الجديد” و”الدولة القوية”.
اجتماع أمني بكامل الأبهة ظهراً في قصر بعبدا، وليلاً استعراض اجتماعي مسلح في الضاحية. حزب الله يقول لهم: انا السلطة وانتم الكراسي
— Assaad Bechara (@assaad_bechara) April 1, 2017
كما هاجموا وزير الداخلية، نهاد المشنوق، ووزير الدفاع، يعقوب رياض الصراف، واعتبروهما المسؤولين عن هذا المشهد الأمني غير الرسمي.
من جهته، غرد منسق “الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار”، فارس سعيد: “انتشار عناصر حزب الله بالأقنعة في الضاحية يتناقض مع القانون والدستور وحول السلطة بكل أركانها مرفوض”. أما الإعلامي نديم قطيش فكتب “ينبغي على تجار المخدرات حمايتنا من تجار القدس… تجارة القدس أخطر بما لا يقاس”.
وكتب الناشط طارق أبوصالح: “حزب الله يحكم قبضته على الضاحية الجنوبية ويفرض ثقافته الإلغائية عبر نشر عناصر “لجنة النهي عن المنكر والأمر عن المعروف” التابعة للقطاع الثاني في حزب الله كما يسوق لمطاوعيه عبر بيانات توزع باسم الأهالي”.
وغردت الصحافية نسرين مرعب: “بس كأنّه عناصر حزب الله متأثرين بأفلام النينجا… #لن_أسقط_قناعي”. وكتب جون دويهي “سيدي الرئيس عون، في خطاب القسم، أقسمت أنّه لا صوت يعلو فوق الدستور. هل عناصر #حزب الله المقنّعة مطابقة لمواصفات الدستور؟”.
في المقابل، دافع آخرون عن “حزب الله” معتبرين أنه “ينظف” المنطقة من المخالفين وتجار المخدرات التي لم تستطع الدولة الدخول إليها، حيث غرد كريم سرور: “عندما تتخلى الدولة عن مسؤوليتها يتدخل الشرفاء”.
ميليشيات حزب الله – فرع الباسيج الايراني في لبنان #الضاحية_الجنوبية pic.twitter.com/Vq2wdjU9Tc
— khadija omari (@khadijaomari) April 1, 2017
حزب الله "يداهم في الضاحية".. صورة عن ضعف الدولة وفشلها وانفصامها.. حزب الله الحاكم الحقيقي للبنان… pic.twitter.com/wEQMoS0m8D
— Salman Andary (@salmanonline) April 1, 2017