قبل أسابيع، تمّ تسريب خبر طلاق الفنان اللبناني وائل كفوري من زوجته أنجيلا بشارة. وقد أذاعت الخبر الإذاعية اللبنانية ريما نجيم، وهي صديقة مقربة من كفوري.
بدا الخبر مفاجئاً وخصوصاً أن جمهور كفوري لا يعرف شيئاً عن زوجته، بعدما أصرّ من زواجهما على إبقائها خلف الأضواء، متفادياً الحديث عن أي معلومات عن حياته الشخصية.
وبسرعة بدأت تنتشر أخبار عن خلافات بين الطليقَين على حضانة ابنتيهما، فأصدر قاضي الأمور المستعجلة في كسروان قراراً يمنع بشارة من نشر أي تفصيل عن القضية.
عودة القضية إلى التداول بسبب تسريب صوتيّ
لكن في اليومين الماضيين عاد الموضوع إلى الواجهة، وهذه المرة على مواقع التواصل الاجتماعي. إذ تم تسريب تسجيل صوتي لمحامي بشارة أشرف الموسوي، وهو يشتم وائل كفوري ويشتم معه أهالي منطقة زحلة (شرق لبنان، مسقط رأس كفوري).
وسبق التسريب تصريحات صحافية للمحامي الموسوي، يعلن فيها أنها سيعود إلى القضاء، بعد سقوط التسوية بين موكلته أنجيلا بشارة وطليقها وائل كفوري، مشيراً إلى أنّ سبب سقوط التسوية التي أعدها محامي كفوري النائب هادي حبيش، هو مماطلة الفنان اللبناني وعدم التزامه بتعهداته المالية. إلى جانب تعمّد وائل كفوري استفزاز طليقته من خلال وضع “لايك” على تغريدة لشاعر محلي يدعى حبيب بو أنطون، وجّه كلامه فيها لبشارة وهاجمها.
وبلغت تصريحات الموسوي قمتها مع قوله إنه يملك صوراً تؤكد تعنيف وضرب كفوري لبشارة أثناء زواجهما.
استغلال التسريب والتفاعل معه
التسجيل الصوتي للموسوي استغله كفوري، لتحويل قضيته إلى قضية رأي عام، فانطلقت حملة تضامنية مناطقية معه، عبر جمع حشد كبير من أبناء زحلة أمام منزله، كما رفعت لافتات على الطرق الرئيسية تحمل عبارات التأييد والتعاطف منها “كرامتك من كرامة زحلة”، و”لا لتشويه صورة الفن الزحلي، نعم لوائل كفوري”. إلى جانب إطلاق وسم “#وائل_كفوري_خط_أحمر” على “تويتر”.
وانتشر على مواقع التواصل فيديو لكفوري أمام منزله وسط حشد من أبناء زحلة، وهو يصافحهم ويقبلهم. بدوره نشر الفنان اللبناني ناجي أسطا على “تويتر” صورة ظهر فيها برفقة كفوري من داخل منزله، كتب عليها: “وائل كفوري إبن زحلة.. إسم لبناني كبير منشوف حالنا فيه بلبنان والعالم العربي.. ممنوع الإساءة إلو ولا لأهل زحلة.. كفوري خط أحمر وزحلة خط أحمر”. ليعود يؤكد في تصريح آخر أنه لا علاقة له بالخلافات العائلية، لكن ما يهمّه هو مدينته وابن مدينته وائل كفوري.
وائل كفوري إبن زحلة.. إسم لبناني كبير منشوف حالنا فيه بلبنان والعالم العربي..
ممنوع الإساءة إلو ولا لأهل زحلة..#وائل_كفوري_خط_أحمر #زحلة_خط_أحمر@waelkfoury pic.twitter.com/0C5Ys5ZzU0— Naji Osta (@OstaNaji) August 15, 2019
اقتضى التوضيح..#ناجي_الإسطا pic.twitter.com/d4JuaYRxHK
— Naji Osta (@OstaNaji) August 16, 2019
شدّ العصبيات المناطقية هذا، أدى إلى حملة انتقادات مضادّة اعتبرت أن كفوري قام باستغلال تسجيل صوتي، ليظهر كأن المعركة موجّهة ضد مدينة زحلة. كذلك انتقد كثيرون الدفاع الأعمى عن كفوري، وخصوصاً أنه متهم بتعنيف زوجته، مؤكدين أن العنف الأسري ضد النساء ليس شأناً خاصاً.
سعد المجرّد اتُّهم بالاغتصاب الفنانين تضامنوا معو قبل أي حكم
وائل كفوري متّهم بالتعنيف الفنانين متضامنين معو
أهل منطقته معتبرينه خطّ أحمر
كل التضامن مع أنجيلا بشارة بوجّ هالوحوش المتعصبين لزملائهن، المتعصبين لولاد مناطقن ولرجوليتن
بدكن ما تواخذونا #الجحشنة_خط_أحمر— yaradebes (@yaradebs9) August 16, 2019
صاحب الخط الأحمر و الأغنيات الرومنسية طلع مرّة ببرنامج تلفزيوني تكلّم عن المرأة فظهر للعلن أن رجل الكهف لا يزال بيننا.
— roland barbar (@offrecord) August 16, 2019
مجرد لجوء شخصية عامة متل المغني وائل كفوري لجمع مناصرين والتظاهر والتمترس خلف حماية مناطقية (زحلة) وعبارات ذكورية رخيصة (خط أحمر وأسود ورجال ومدري شو) فهيدا يضفي المزيد من الشكوك ويدعم رواية الزوجة بأنه شخص عنيف وذكوري.
المشكلة بجمهور يعتبر أن العنف ضد المرأة شأن خاص بل ومبرر.— ديانا مقلد Diana Moukalled (@dianamoukalled) August 16, 2019
تدوينة بشارة
ولعلّ ما زاد الطين بلة، كان التزام بشارة ببنود التسوية مقابل تهرب كفوري. إذ نصت التسوية بشكل أساسي على اعتذار الشابة اللبنانية من طليقها بشكل علني. فكتبت على “إنستغرام” تدوينة طويلة ختمتها بالقول: “أنا مقتنعة بأنّ العائلة هي النفس وهي مقدّسة… وائل فنان كبير وأب كبير…”.
لكن مع ارتفاع سقف المواجهة مجدداً، سحبت بشارة اعتذارها الذي اختفى عن حسابها، ونشرت صورة أخرى كتب عليها “البعض يقول احذروا الأعداء. البعض يقول احذروا بعض الأصدقاء، كذلك يقول البعض احذروا الأصدقاء – الأعداء. لكن أكثر الناس خطورة، هم هؤلاء الذين يؤلمونك ويجرحونك ويستمرون بلعب دور الضحية”.
اعتذار الموسوي
ومع تحوّل القضية إلى قضية رأي عام شغلت اللبنانيين، أرسل الموسوي رسالة لكفوري عبر واتساب قدم فيها اعتذاره، وقال: “الإعتذار من شيم الكبار، ليس من أدبياتي الشتم أو النيل من كرامة أي شخص، أهلك أهلي ومحبينك على راسي، بس أنا تعرضت لإهانات شخصية جارحة، وأنا خبرتك أني الضمانة لحل النزاع، بكل الأحوال أنا أتأسف جداً، والمسامح كريم، وأنت بضل أب وفنان وإبن زحلة التي نحترم ونجل”.