من منا لا يحتاج إلى الإنترنت اليوم؟ ومن منا لم تغير الشبكة العنكبوتية حياته رأساً على عقب؟ لقد أصبح الإنترنت جزءاً لا يتجزأ من حياة البشر اليومية، حتى أنه لم يعد بإمكان الفرد أن يقوم بخطوة من دون الرجوع إليه أو استعماله، إذ غدا العمود الفقري لكل شركة ومؤسسة.
هذا الزلزال المصحوب بموجة معلومات ضخمة، بدأ بتغيير يضع خطوطاً عريضة للاتجاهات المستقبلية التي سنعتمد عليها، إذ سنستغني عن الكثير من أدوات الواقع بسبب توافرها عبر شبكة الإنترنت. هنا أبرز الأشياء التي بدأ الإنترنت إخفاءها شيئاً فشيئاً:
الاستغناء عن العملة الورقية
مع انتشار التجارة عبر الإنترنت، بدأت تتوسع الرقعة التجارية الافتراضية التي غدت تشمل العالم بأكمله وذلك لكثافة عمليات الشراء عبرها. وبعد أن أصبحت بطاقة الائتمان هي الوسيلة الأولى للشراء عبر الإنترنت، فقد أصبحت الأمور اليوم أكثر تطوراً، إذ ظهرت أساليب جديدة وأدوات أخرى يمكن استعمالها، كالساعات والهواتف، وربما ستصبح النظارات وسيلة لتبادل القيم بين النقود والبضائع. هذا وانتشرت قنوات الدفع الجديدة، كنظامي آبل باي وآندرويد باي وسامسونغ باي وغيرها. وعلى ما يبدو ففي السنوات المقبلة لن تعود هناك حاجة لاستعمال الأوراق النقدية.
نهاية الكتب الورقية؟
عندما قام بيتر جيمس بنشر روايته هوست على أقراص مرنة عام 1993، فهو لم يكن مستعداً لردة الفعل العنيفة التي اشتعلت ضده في ذلك الحين. فقد قام كل من الصحافيين وزملائه الكتاب بإدانته، واصفين فعلته بمثابة ورقة نعي للكتاب الورقي والصحف الورقية. لكن على ما يبدو، فإن نبوءة جيمس كانت في محلها، فقد أصبحت الكتب الرقمية اليوم واقعاً.
ودّعوا الفاكس والهاتف الأرضي
منذ إدخال البريد الإلكتروني، لم تعد هناك من حاجة لجهاز الفاكس أو لاستخدامه. أما بالنسبة للهاتف الأرضي الثابت، فنحن لا نزال نستعمله لكن وبالتأكيد بوتيرة أخف بكثير من ذي قبل، خصوصاً مع وجود الهواتف الذكية والتطبيقات المجانية للاتصال.
الخصوصية
وأخيراً تأتي الخصوصية. وهي أبرز ما نملكه اليوم وأكثر ما سوف نفتقده في المستقبل، وذلك نتيجة لإدخال الإنترنت إلى منازلنا وعملنا وسياراتنا وغير ذلك من المجالات التي اقتحمها الإنترنت من دون استئذان من خلال ما بات يعرف اليوم بإنترنت الأشياء، وهو عبارة عن مفهوم يتمحور حول إدخال ميزة الاتصال إلى كافة الأشياء المحيطة بنا حتى ولو وصل الأمر إلى المكواة.
عمر قصقص – العربي الجديد