عاصفة “مشروع ليلى” تقسم مشاهير لبنان: محرضون ومتضامنون

من رجال الدين والناشطين إلى المشاهير، لا يزال الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان مستمراً حول منع فريق “مشروع ليلى” الغنائي، من أداء حفلة مرتقبة في 9 أغسطس/ آب المقبل ضمن فعاليات مهرجانات جبيل.
الأمر وصل إلى التحقيق مع أعضاء الفرقة في المديرية العامة لأمن الدولة، ومن ثم إخلاء سبيلهم بشرط حذف أغنيتين من يوتيوب هما “الجن” و”أصنام”، إلى جانب إجبارهم على الاجتماع مع المطران ميشال عون في دار مطرانية جبيل المارونية.

إثر كل هذا، دخل عدد كبير من المشاهير والإعلاميين على الخط، منهم من دافع عن الفرقة، ومنهم من طالب بـ”دعس” أعضاء الفرقة، ومنعهم من أداء أي حفلة في لبنان.

فها هو الفنان فارس كرم عند سؤاله عن رأيه بفرقة “مشروع ليلى” يجيب: “لا أعرفهم”، وعندما قالت له مذيعة إن الفرقة أهانت الدين المسيحي، رد بأن أعضاء الفرقة يجب أن يداسوا بالحذاء، معتبراً في تبريره أنه لا عيب في استخدام لغة عنيفة عندما يتعلق الأمر بإهانة الأديان أو المسّ بالمقدسات، وفق ما يقول.

على خطى كرم، غردت الإعلامية كارلا حداد مهاجمة “مشروع ليلى” بالقول: “في فرق بين الحرية الشخصية وقلّة الأخلاق، في فرق بين حريّة التعبير والوقاحة، في فرق بين الفن وعبادة الشيطان”.

هذا الهجوم عرّض كارلا لمئات الانتقادات من قبل المجتمع المدني وبعض مناصري الفرقة، فردت مستنكرة: “صار الدفاع عن الدين تخلّف، صار التطاول على مقدّسات دينية فناً وإبداعاً”، مؤكدة أنه إذا اعتبر رفض “مشروع ليلى” تخلفاً “فليكن. أنا رجعية ومتخلّفة وبكل فخر”.

المخرج المثير للجدل شربل خليل دخل الساحة، بتغريدة حذفها ثم أعاد نشرها لاحقاً بعد أن تعرض لمئات الانتقادات، وجاء بالتغريدة: “مشروع شربل برعاية مار شربل. مشروع سوف يبصر النور قريباً، والهدف منه مساعدة كل مثليي الجنس أو مثليات الجنس الذين لديهم الرغبة بالتخلّص من مثليتهم. مشروع شربل لكل الطوائف”.

ومن ثم كتب: “عمد بعض الإعلاميين المثليين إلى تسويق فكرة مشروع شربل وكأنني أهزأ من مار شربل. وهبّ بعض المغردين القطعان وانساقوا خلفهم. أيها التتر، مار شربل شفيعي واليوم تحديداً كنت في عنايا. لست أنا من يُتهم بالسخرية من مار شربل من قبل بعض الشاذين جنسياً”.

كما كتب الفنان أحمد قعبور على فيسبوك: “مع حرية التعبير. بكل الأساليب الفنية المتاحة… ضد الماكارثية اللبنانية بنسختها المسخ… ضد المطاوعين من رجال الدنيا والدين… مع مشروع ليلى في إحياء حفلاتها”.

وقال الفنان مارسيل خليفة: “الحرية لمشروع ليلى”، علماً أن حملة مشابهة شنت ضده بعدما رفض أداء النشيد الوطني مستعيضاً عنه بأغنية خاصة، في مهرجانات بعلبك الدولية، في السابع من يوليو/ تموز الحالي.

ديما صادق دافعت بدورها عن مشروع ليلى، فكتبت على تويتر موجهة سؤالها إلى الأب عبده أبو كسم أحد متزعمي الهجوم على “مشروع ليلى”، عن سبب انزعاجه من مجرد أغنية بينما لم لم ينزعج لإدانة الفاتيكان للأب منصور لبكي بجرم التحرش بالأطفال، وفق ما قالت.

ومن ثم نشرت ديما صورة على تويتر معلقة: “ما هو الشواذ؟ في عرفي الشواذ، مع أني ضد هذا المصطلح، هو الترويج للعنف، للمخدرات، للكره، للعنصرية والطبقية. كره الآخر وأذيته. باختصار، كل ما يخرج عن هذه الأخطار لا يشكل “شواذاً” بالنسبة لي. تناول المقدسات ليس مسموحاً ويدمر المجتمع و القيم؟ الصحف الفرنسية فيها كاريكاتيرات”.

أيضا الفنان جاد شويري، كتب على تويتر مدافعاً عن مشروع ليلى قائلاً: “أشعر بالاشمئزاز عندما أدرك عدد “المؤمنين” الذين صدمتهم صورة، ولكن لم يقولوا كلمة واحدة عن الآلاف من القساوسة الذين يغتصبون الآلاف من الأطفال”.

كما قال الإعلامي جو معلوف، إن “الدعوات للقتل والتكسير والقمع وقتل الناس تحت راية الدفاع عن الأديان تثبت مرة أخرى أننا عائدون سنوات وسنوات إلى الوراء. ما هو موقف هذا الشعب من الفقر والذل وأقساط المدارس الدينية تحديداً والجوع ونوم العجزة في الشوارع؟ ماذا فعل هذا الشعب لمساعدة هؤلاء؟”.